أطللت بكل نسيم على حياتي؛ كأشجار تسقط أوراقها على مضض.

أصبحت كغيمة ممطرة؛ تحجب عني ضوء الشمس وأشعتها الهادئة، تقذف بي بعيدا عن مسارك المتهاوي؛ كطفل يتعثر في أولى خطواته للمشي. طريق طويل ومظلم؛ يعج بالصخب وسط هدوء الأنفاس.


أصبحت لا تطيق الصبر ولا الحديث عن الحياة ؛ كأنك قاسيت وعانيت حتى اكتفيت. لكن بالحقيقة أنت لم تخط ولو خطوة واحدة نحو الأمام ، بل كل تحركاتك كانت حول نفسك وحياتك ومخططاتك، كنت مدروسا بشكل جيد للغاية. لم تكن توضح شيئا البتة؛ كنت غامضا لحد الذهول. لم أظن قط أن رجلا شرقيا مثلك؛ سيتظاهر بالتفتح والتطور؛ وداخله حدود مخطوطة وقيود متينة حول عادات بالية. صحيح أنك نجحت في تمثيلك لدور المتفهم والحنون؛ دور الرجل المحب؛البريء؛ الشهم و اللطيف. لكن قناعك لم يدم طويلا، لوهلة من الزمن سقط وشاحك وانكشف بعدك الآخر. اتضح جهلك بالحياة؛ بالحب، انكشف عنك ستار الخوف والتردد والقسوة الدفينة التي بداخلك. أظهرت روحك الشرسة والشرهة لنقيض الحب، لم تعد قادرا على لعب الدور ببراعة؛ أصبحت تفتقر للموهبة التي لم تكتسبها من الأساس ؛ فكل ما يبدأ بالكذب ينتهي سريعا.


اسمح لي باقتباس كلامك، أتذكر عندما تحدثنا عن مدى قيمة الصدق والصراحة في حياتنا الشبه المثالية؛ حياتنا المبنية من الأساس على كذبة الصدق؟.... أخبرتني أن " الصدق والإحترام هو ما سيجعلنا متميزين و متعاطفين، و الحب دائما ما سيأخذنا في طريقه نحو النهاية التي ستبكينا مما تخبئه لنا "، أريد أن أخبرك أنك فعلا صدقت في كلامك وهذه أول مراتك التي تصدق فيها معي، أبكتنا النهاية وما خبأته لنا؛أبكانا الحب وأسال دموعنا الدفينة.


أنت كالسيف ذو حدين،كل حدة تعكس آلاف الوجوه ومئات الحكايات. كل حدة منك تنقلني إلى بعد آخر من مغامراتك التي تصقل حياكتها لكنك تفشل في نهايتها، فأنت دائما ما تختتمها بقسوتك المعهودة مصحوبة بابتسامة خبيثة. صدقت بأن النهاية ستبكينا مما تخبئه لنا. فعلا أبكتنا؛ حتى جفت دموعنا.


أصبحت شرسا، وأنا بدوري أصبحت بعدا آخر؛ستتيه فيه حتما ،لأنني بارعة في البعد الذي أخلقه بدون قوانين ولا حدود تقيدني. بارعة في الإتزان والثبات في عالم متحرك ما دمت وحدي.


دمت بخير، بعيدا عني..... أرجوك ....


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

وما أحلى من يقرأها 🍁🍁

إقرأ المزيد من تدوينات زينب الكامل

تدوينات ذات صلة