في غالب الأحيان ؛ يحكى أن من يضحك كثيراً يحمل هموما أكثر ؛ ربما يكون هذا صحيحا وربما العكس ؛ من يدري؟ لا أحد بيده الأمر .

كنت دائما تلك الإنسانة البشوشة ؛ الودودة ؛ التي تضحك من لا شيء ؛ ويحزنها كل شيء؛ كنت ولا زلت أنثى تنتبه لأدق التفاصيل ؛ أنتبه لنبرة الصوت المتغيرة؛والنظرة الحادة ؛ أنتبه لكل شيء لكنني اتظاهر بالغباء وعدم الدراية. كنت دائما تلك الإنسانة التي لا خوف عليها ؛ وتلك الصديقة الودودة التي تجدها عند كل ضيق قبل كل فرح ؛ كنت أحاول أن أجد حلولا للجميع ؛ ولا أفلت يد شخص يحتاج المساعدة حتى وإن كان بعيداً عني وعن شخصي. كنت إنسانة تهتم للجميع قبل نفسها ؛ولا أنكر أنني كنت سعيدة بتقديم يد المساعدة وكان هذا يمنحني راحة نفسية غريبة وكأنني أنا من يحتاج المساعدة في تلك اللحظة.

فاقد الشيء يعطيه وبشدة



لكن لم ينتبه أحد إلى أنني كنت أعاني واصرخ في صمت؛ لم ينتبه أحد إلى أنني متعبة ايضاً ؛ متعبة من ادعاء اللامبالاة ؛ومن الجهاد لإخفاء ما أمر به وما يمر بي ؛ متعبة من قسوة الأيام علي ؛ من الركض في طريق ليس لي؛ ولم يكن طريقي من الأول ولم تكن لي نية بأن اسلك هذا المسار ؛ متعبة من إخفاء مشاعري و ردود فعلي؛ متعبة من تفاصيل كثيرة كانت تنهش داخلي نهشا دون رحمة ولا شفقة ؛ لكن وجهي كان دائما يحمل ابتسامة عريضة تحمل بين طياتها آهات كثيرة ومؤلمة.

لم أكن تلك الإنسانة القوية التي لا يهزمها شيء ؛ بالعكس كنت هشة من الداخل كثيراً ؛ أبكي من لا شيء ؛ من نظرة حادة أو كلمة قاسية ؛ أبكي من جواب متأخر و رد غير متوقع ؛ وافرح من أبسط الأشياء ؛ افرح من ابتسامة صادقة ؛ودودة؛ من رسالة قصيرة تدل على أنني خطرت على بال أحدهم تفرحني وتملأ نفسي سرورا ؛ أفرح من ربثة على كتفي عندما أكون متعبة جدا ؛ أفرح عندما يخصص لي شخص ما وقتا مستقطعا ليسمعني أو ليسأل عن أحوالي ؛ أشياء بسيطة كانت تفرحني وتحفر طابعا خاصا بها في قلبي؛ طالما كانت طلباتي بسيطة وسهلة ؛ لكن لا بأس ما دمت قادرة على الوقوف للان ؛وحيدة وصلبة ؛ ساكمل على هذا المنوال حتى النهاية؛ ما دمت في غنى عن الناس فلا بأس بالمسير وحيدة.

صحيح أنني تغيرت كثيرا ؛ لم يعد يغريني شيء ؛لم أعد أهتم كثيراً ؛ لا يهمني من بقي معي أو من تغير عني ؛ فالحياة محطات ؛ وهناك أشخاص يدخلون حياتنا ليكونوا درسا لنا ؛ درسا عن الثقة والصدق ؛ درسا عن الحب والمودة ؛ درسا عن الاحترام والوفاء بالوعود ودرسا عن الصداقة والإخاء. لم تكن الحياة يوما سهلة معي ؛ فأنا مررت بمحطات من حياتي كادت أن تنهي حياتي ومستقبلي لكنها لم تفعل ولن تفعل يوما. كلما وقعت في مأزق دائما ما أجد حلا لنفسي حتى وإن لم يكن بالسهل أجده.

كنت و لا زلت أمنح أشياء حقيقية لا تغادرك حتى وإن غادرتك أنا ؛ فهنيئا بما صنعت أيديكم ؛ وهنيئا لي بما ربحته ؛ تركت لكم النقاشات والمشادات وربحت نفسي ؛ تركت لكم العالم كله وربحت راحتي النفسية وذاتي.


دمتم سالمين.


محبتي

❤️ ✨




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

❤️❤️❤️

إقرأ المزيد من تدوينات زينب الكامل

تدوينات ذات صلة