ثوانٍ رسمتُها بِيَدَيْ المتعبتيْن، لقد خَطّتا طريقًا لم يكُنْ يسيرًا، وقفتا، وكابدَتا لأجل الوصول، لمْ يَصِلا البطلُ إلى أيِّ وجهة، بل أوصلتاهُ حيثما أراد.

إِنَّ تِسْعَ عَشْرَةَ سُنْبُلَةً ذَهَبِيَّةً تُلَوِّحنَ لِمَقْلَايَ فِي اَلْأُفُقِ، إِنَّنِي سَرَتْ عَلَى كُلِّ بَذْرَةٍ فِيهَا، كَانَتْ تَطَأُ قَدَمِي حَيْثُمَا أَرَادَ اَللَّهُ أَنْ أَخْطُوَ، وَحَيْثُمَا رُسِمَتْ فِي إِحْدَاهَا مَسِيرِي وَخُطُوَاتِي عَلَى هَامِشِ خَطِّهِ دَرْبِي، إِلَى أَنَّ اِكْتَمَلَ نُضْجُ تِسْعَ عَشْرَةَ سُنْبُلَةً بِكَامِلِ قُوَاهَا وَمَكْنُونُهَا اَلْيَوْمَ، قَدْ شَقَّ عَلَى مَسْرَاهَا اَلطَّرِيقَ، وَتَعَطَّشَتْ كُلِّ بَذْرَةِ أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ، لَمْ تَكُنْ تَنْعَمُ بِكَامِلِ لَحَظَاتِهَا لِتَصِلَ هَذَا اَلنُّضْجِ بِسُهُولَةِ تَامَّةٍ، إِنَّ كُلَّ بَذْرَةٍ فِي تِلْكَ اَلذَّهَبِيَّةِ قَاوَمَتْ وَصَفَعَتْهَا اَلْأَيَّامُ تَكْرَارًا، هِيَ تُظْهِرُ بِهَذَا اَلْمَكْنُونِ اَلدَّاخِلِيِّ وَبِتِلْكَ اَلنَّظْرَةِ اَلْبَهِيَّةِ لَيْسَ حُبُّ مِنْ اَلْحَيَاةِ لَهَا، بَلْ لِأَنَّهَا تَيَقَّنَتْ بِأَنَّ فِي هَذِهِ اَلدُّنْيَا مَا يَسْتَحِقُّ اَلْعَنَاءُ لِلْوُصُولِ، وَلِأَنَّ هُنَاكَ لَذَّةٌ لَا تَزَالُ تَنْتَظِرُهَا، أَتَمَنَّى مِنْ اَللَّهِ أَنْ يَرْزُقنِي عَلَى قَدْرِ نِيَّتِي، عَلَى قَدْرِ حُبِّي لِلْآخَرِينَ، عَلَى قَدْرِ مَا أَحْمِلُهُ فِي قَلْبِي، أَتَمَنَّى أَنْ يُعَامِلنِي كَمَا أَتَمَنَّى لِغَيْرِي وَلَا أَخْشَى ذَلِكَ أَبَدًا لِأَنَّنِي لَمْ أَحْمِلْ ذَرَّةُ كُرْهٍ لِأَحَدِ يَوْمٍ، وَلَمْ تَكُنْ نِيَّتِي سَيِّئَةً تُجَاهَ أَحَدِ، أَتَمَنَّى اَلْخَيْرُ لِلْجَمِيعِ وَأَتَمَنَّى مِنْ اَللَّهِ أَنْ يَرُدَّ لِي أَفْعَالِي وَأَنْ يَمُنَّ عَلِي وَلَوْ بِنِصْفِ مَا أَتَمَنَّاهُ لِغَيْرِي، إِنَّنِي مُتَعَطِّشَةٌ لِأَنَّ أَرْوَى مزيد، فَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ اَلْجُهْدِ يُصَاحِبُهُ مَزِيدًا مِنْ اَلرِّضَا، مَزِيدًا مِنْ اَلنُّهُوضِ، مَزِيدًا مِنْ اَلْحَيَاةِ.


زينه حسن.


زينه حسن

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

تدوينات من تصنيف خواطر

تدوينات ذات صلة