يا إلهي كانت جميلة حقاً كانت نفحة من نفحات الإله دليل علي أن هذا الكون لم يخلق عبثاً ..
أعمل حتى منتصف الليل أمارس التمارين الرياضية بإنتظام أقابل مئات الأشخاص في اليوم أتحرك كثيراً وأبذل كل ما في وسعي وكل ما يمكن تسميته من أجل أن يمر اليوم بسلام .
ومع كل هذا لا يتوقف عقلي عن تكرار كل المشاهد معها يكفي سماع موسيقي كانت تجمع بيننا ذكرى في يوم من الأيام لتأتي ملايين الذكريات معها في أن واحد وكأنها سيمفونية أعدها الشيطان خصيصاً من أجل إشعال الجحيم في قلبي .
الأماكن التي سرنا فيها ومعها وبداخلها
رائحة الياسمين مع صوت المطر ولون البحر
والسماء الداكنة ليلاً والهلال
شكل الفتيات الصغيرات ذوات الضفائر المزركشة بقصاصات الحرير ومداعبتهن خلسة بعيداً عن أعين أمهاتهن عند رؤيتهن .
منتجات وأدوات التجميل في وقت الخصومات وكأن العالم كله قد خلى من الحروب في هذا الوقت من السنة
أطقم عاملي النظافة وقطط الشوارع البرية عراك أجرة المواصلات الزائدة الذي قد يصل أحيانًا إلي إجتماع ومشاهدة النمل والتشجيع لها بحرارة كي تنتصر على الشرير سائق الحافلة .
بائعي الخضر في السوق وضعف ذكائها في مجابهة الأسعار بحجة واحدة قادرة علي وضعي في مصيدة الفئران إلى الأبد
" حبيبي أريد هذا .. عزيزي أنظر هناك هل هذا بطيخ " وصراع الحصول علي أكبر كمية من البسكويت المفضل لديها بأخر قرش في حقيبتها .
كل هذا .. كل هذا يأتي بسرعة تفوق سرعة الضوء .. سهام النيران الباردة تخترق دروع صدري في كل لحظة .
أتذكر عندما بكت وأنتابها الحزن الشديد لعدة أيام عندما رأت سيدة في الخمسين من عمرها تجمع فتات الطعام من النفايات فأقسمت علي إيقاف هذا الهراء وأعدت لها قائمة مشتريات شهرية علي نفاقتها الخاصة .
أتذكر تفاصيل وجهها عندما تبدأ في المناورة لأجل إخفاء الرسائل الغرامية من العشاق المجهولين علي إحدى تطبيقات التواصل الإجتماعي .
أتذكر كم كانت تخشي الحشرات الصغيرة
هذه لم تكن حشرات في مخيلتها بل كانوا غزاة من المجرة المجاورة وقد أتوا لتدمير كوكبنا المتواضع .. ينتابها صاعقة إذا لمست إحداها
بإمكانها أن تصفف شعر الأشباح وتلبسهم الفساتين وتسهر معهم في أمسية شعرية ولا تقابل صرصور طائر قد يبعد عنها ميل ويحلق في أفق الشارع الثالث المجاور لمنزلنا .
أتذكر صوتها الطفولي في طلب الأشياء التي قد راهنت علي عدم القيام بها كانت بارعة في خداعي وإيقاعي في فخ الكلمات المعسولة الممزوجة بإبتسامة لطيفة في الظاهر ماكرة في الباطن
بإمكانها أن تسيطر على مفاتيح العالم بهذه الإبتسامة
ما حال عقلي إياها .!
أتذكر العناق الأخير بجنة الخلد قبل أن تمزق أجنحتي وأهبط إلى أرض الظلام قهراً
وما لا أنساه ولن أستطيع نسيانه قط مهما طال الزمان بي عندما أجتمع الشمس والبحر والسحاب في عينيها عندما كنا جالسين أمام البحر وقت الغروب كانوا كالياقوت الأزرق يشع بريق بإمكانه أن يضيء قاع المحيط الأطلسي .. عشر ثوان مروا وكأنهن عشر سنوات من الحب علي أبن يعقوب .
يا إلهي كانت جميلة حقاً
كانت نفحة من نفحات الإله
دليل علي أن هذا الكون لم يخلق عبثاً...
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات