عن لوحة فنية أحكي.. النموذج الذي قدمته للإنضمام لمنصة ملهم


أطيب التحايا لكم


عالم اللوحات يشدني دائماً وأحب ارتياده بين آن وآخر.

قررتُ اليوم أن أحكي عن إحداها وهي لوحة

Het Meisje Met De Pearl

وتعني باللغة الإنجليزية

Girl With A Pearl Earring

للرسام الهولندي

Johannes Vermeer

..

العام هو 1665 م..

تُعد من أجمل اللوحات التي رُسمت في القرن السابع عشر، واحتفظت برقتها وروعتها حتى يومنا هذا حتى أن نُقاد الفن أطلقوا عليها لقب: موناليزا الهولندية وهي حالياً مستقرة في متحف ماورتشوس في مدينة لاهاي الهولندية..

..

خدم القدر هذه اللوحة فغدت من روائع اللوحات متفوقة بذلك على بقية أعمال الرسام الذي لم يؤرخ اللوحة واكتفى بوضع اسمه فحسب وكأنه يتحدى الزمن أو يُثبت أن الأعمال الجميلة خالدة لاتتغير ولاتذبل..

..

إبان الحديث عنها تخطر أسئلة كثيرة في أذهاننا مثل من أوصى بها؟ هل هي خيالية؟ هل تخص عائلة ما؟ هل الفتاة من النبيلات أو شخصية معروفة وبارزة في مجتمعها؟ والكثير غيرها إذ يبدو أنها ليست مجرد رسمة لوجه فتاة بل بحسب النقاد يبدو أن هناك رسالة ما تركها الرسام في لوحته..

..

برغم جمال اللوحة إلا أنها لفترة ما في تلك الحقبة كانت محل سخرية النقاد واستسخافهم سواء للخلفية القاتمة أم للظلال على وجه الفتاة أم للمعة قرط اللؤلؤ في أذن الفتاة أم لطريقة استدارة الفتاة نحو من يرسمها، كل ذلك جعلها منبوذة ومنسية حتى جاءت دراسات أخرى بعد قرون بالتحديد في عام 1994 م لتُثبت أن كل ذلك كان مُتعمداً ومقصوداً من قِبل الرسام ليوضح براعته وقدرته على مدى الزمان..

..

لا شيء أفضل من خلفية سوداء لإبراز الألوان وخطوط الرسم بشكل دقيق كما أن قرط اللؤلؤ بتألقه ولمعانه وجماله حينما تناقض بياضه مع سواد الخلفية..

..

استدارة الفتاة ووضعية الرسم المتخذة هي إحدى الوضعيات الشهيرة المُتبعة للتصوير خاصة للمشاهير ولها سحر خاصٍ ومعانٍ كثيرة تُضفي رونقاً للوحة أو الصورة..

..

الظلال التي تلاعب بها الرسام بمهارة وحذق منحت اللوحة جمالاً لا يُوصف وبدا أن الظلال والظلمة لم ينجحا في إخفاء لمعان قرط اللؤلؤ الذي يخطف الأنظار بتألقه وبروزه بكل جمال ورقة..

..

راعى الرسام انسجام الألوان مع بعضها فخرج بتوليفة مريحة للعين دون انزعاج من أي منها..

..

خطوط الثوب ومنديل الرأس كانتا دقيقة عكست ربما الطبقة التي تنتمي لها الفتاة أو البيئة التي تعيش فيها ورجح بعض النقاد أنها ربما تنتمي للطبقة المتوسطة نظراً لبساطة ثيابها فيما يظن آخرون أنها ربما فتاة ثرية لأنها تتحلى باللؤلؤ الذي كان زينة الأغنياء فقط آنذاك..

..

الغريب أن شعر الفتاة لم يظهر أبداً مما يعني أنه كان ملفوفاً بعناية تحت منديل الرأس مالم يبرز احتمال فقدانها له أو تخلصها منه واعتمادها على المنديل لتغطية رأسها..

..

المتأمل لوجه الفتاة يلاحظ خلوه من أي مواد متعارف عليها بين النساء آنذاك للزينة بل حتى حمرة الشفتين تبدو طبيعية وقد انفرجتا عن شبه ابتسامة كأنها تتساءل عما سيحدث تالياً.

الحاجبان خفيفين ودقيقين لدرجة عدم ملاحظتهما غالباً مما دفع بعض النقاد للقول أنها ولاشك تتبع صرعة إزالة الحاجبين التي كانت مُنتشرة بين القرنين الخامس عشر والسادس عشر في حين ذكر الآخر أن نساء القرن السابع عشر كُنّ يرسمن الحاجبين بشكل ظاهر.

أهداب الفتاة خفيفة والعينين ناعستين حملتا تساؤلات عدة وحيرة وقلقاً..

..

هذه اللوحة ألهمت بعض الكتاب فخرجت روايات كثيرة وأفلام عدة منها فيلم حمل ذات الاسم وذكر الكاتب أن هذه الفتاة كانت تعمل في منزل الرسام فأحبها وطلب منها ارتداء أقراط زوجته ليرسمها.. أما كان قادراً -والحال هكذا كما يخمن الكاتب- أن يجعلها ترتدي ملابس زوجته أيضاً أم أن زوجته من الغباء والغفلة بحيث لن تلاحظ أن اللوحة للعاملة في منزلهم وهي ترتدي أقراطها!؟

..

هذا كل مالدي لأحكيه لكم عنها ولازال الجدل مثاراً حتى الآن عن هوية الفتاة ورسالة الرسام..

طاب يومكم


Starry Diary

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

نادين الردايدة
سرني حقاً ما قرأت عن تخيلكِ لها، من يعلم فلازال الجدل مُثاراً حتى وقتنا عن هويتها..
على الرحب والسعة، مرحباً بكِ في أي وقت..

إقرأ المزيد من تدوينات Starry Diary

تدوينات ذات صلة