اعتذار للغتي العربية في يومها العالمي عن كل سوء أصابها..

عزيزتي وغاليتي لغتي العربية وبعد..


لستُ بصدد الحديث عن روعتكِ ومدى سحركِ وجمالكِ فذاك لايختلف عليه اثنين إلا من جهل حقكِ وعلو قدركِ ومقامكِ ونظر إليكِ نظرة الساخر الجاهل بما ينطوي عليه مُحيطكِ من كنوز ودرر ثمينة..


في يومكِ المميز أنا هنا لأعانقكِ وأمسح دموعكِ وأعتذر لكِ عن كل سوء وأذى وألم وسخرية وانتقاص مررتِ به..


اعتذر عما تلاقينه من إهانة ومقارنة ببقية اللغات رغم أن الأفضلية لكِ لكن من يفهم ويعي في عالم يظن البعض أن كلمة عرب وعربية هي إهانة ورجعية وتخلف بل ويقوم بعضهم بخلط كلمات من لغات أخرى معكِ ظناً منهم أن ذلك ينفي عنهم تهمة التخلف..


أعتذر لأنه في الوقت الذي تحترم فيه بقية الشعوب لغاتها وترفض أن يُسيء متكلميها لها بلحن في قول كلمة أو جملة فإنكِ تذوقين الأمرين ممن يُفترض أنهم ابناؤكِ وخير من يخشى عليكِ من الضياع والتلف..

وفي هذا الصدد أتذكر قصة قرأها لم تفارقني منذ الصغر

كانت القصة تحكي عن معلمة عربية هاجرت لإحدى الدول وحصلت على وظيفة معلمة في حضانة أطفال

بعد شهر فقط تم فصلها من العمل لأن الآباء والأمهات لاحظوا أن حديث أطفالهم تشوبه لكنة وبعد السؤال عرفوا أن مصدر اللكنة هو هذه المعلمة فقاموا بفصلها قائلين أن الحفاظ على اللغة من الأمور التي لا مُزاح فيها ولا يمكنهم تركها تعمل ولسانها يحمل هذه اللكنة فذلك يُفسد ألسنة أجيال كاملة وهو الأمر الغير مسموح به..

ترى يا لغتي، من الأجدر بيننا بالحفاظ على لغته!؟


أعتذر لكل ما مس قلبكِ الرقيق من كدر وأنتِ ترينهم يشوهونكِ بعباراتهم الجاهلة ونظرتهم الضيقة لكِ ولمن يحرص على الحديث والتعبير بكِ وكأنكِ عار لابد من وأده..


هوية المرء تكمن بالحفاظ على لغته ودينه وكل المبادئ والقيم العالية وللأسف يالغتي فهناك من يجهل ذلك فيُسيء إليكِ ويؤلمكِ مرة تلو الأخرى دون توقف..


يؤلمني مرآكِ باكية على أطلال عرشكِ وقصركِ الذين دُمرا بلا رحمة..


قبلة لجبينكِ وعناق اعتذار فاقبلي ذلك وامنحيني فرصة علني أنجح في مسح دموعكِ ورسم ابتسامة..


أعتذر، فهلا قبلتِ؟

Starry Diary

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Starry Diary

تدوينات ذات صلة