جولة في ذكرياتك وقصتك الخاصة التي تعتقد أنك يجب أن تعيشها لتكون سعيداً ...........

تَعالَ نتذكر، كم مرة سَعينا في طريقٍ ما ونحن متأكدون تماماً من وجهتنا ومن النتيجة التي سنصل لها، ثم بطريقة ما أو في لحظة مفاجئة، تغيّر كل شيء، تغيرت كل النتائج والتوقعات، ووجدنا أنفسنا نعيش في قصة مختلفة عن القصة التي خططنا لها، وصرنا نندب حظنا والحياةَ والظروف، وكل ما يمكننا لومه، لدرجة أننا شككنا في واقعية أحلامنا البسيطة، واستحقاقنا لها، ثم بكينا كثيراً، ولم نكن نتخيل أنّ هناك قصة أخرى قد بدأت بالفعل، في مكان آخر، مع رفاقٍ لا نعرفهم بعد، وظروفٍ ليس لنا فيها أي يد.


هل تعلم أن سبب معاناتك الحقيقي هو أنك حصرت نفسك في القصة التي تعتقد انك يجب ان تعيشها، انت بطلها وأنت من تختار أحداثها! وجزعت كلّما خرجت الأمور عن سيطرتك، أو كلما توقعت أن تخرج الأمور عن سيطرتك، أستطيع أن أقول أننا قد تبرمجنا منذ طفولتنا على أنّ الأحلام لا بد وأن تتحقق، وأن نضحي بأنفسنا لأجل أن نثبت جدراتنا وأننا نستحق الحب والمكانة، وفي الحياة الواقعية، اكتشفنا أن الأمر معقّد أكثر!


ماذا يحصل لو تخليت عن هذه القصة؟ لو مزقت أوراقها وفتحت قلبك لقصة مجهولة لا تعلم احداثها ولا أشخاصها .. ولكنك تعلم أنّ من كتبها لن يضيعك! انت تثق به، انت تعلم انه حكيم خبير، وأنّه بعلمه وبقدرته كتب لك أجمل قصة، ونهايتها ليست في الدنيا، والنتيجة ليست هنا، بل هناك في الآخرة، حيث "لم يخطر على قلب بشر".


كم هو مريح وحقيقي عندما نفكر بهذه الطريقة، أنا هنا ليس بسبب قدراتي الخارقة ولا بسبب أهدافي السابقة، أنا هنا لأن الله كتب لي شيئا يجب علي أن أعيشه اليوم والآن، ما زلت أذكر كم سعيت للكثير من الأهداف والأحلام، لكن لم يتحقق أي شيء منها، وفي طريقي إليها تحققت أشياءٌ أخرى أجمل مما توقعت وتخيلت.


ومنذ ذلك الوقت، كلما وجدت نفسي أحزن على شيء أردت حدوثه ولم يحدث، او قلقت من نجاحي في أمر ما، أو وصولي إلى غاية أخرى، ذكرت نفسي أنني أعيش في قصة كتبها لي ملك الملوك، وغير مطلوب مني سوى محاولات السعي التي يدركها عقلي البسيط، ثم اترك النهايات والنتائج لوقتها، وأن أعيش قصتي بقلب مطمئن مع أركانها وشخوصها وأحداثها، وأن أتوقع حدوث الحبكة في أي وقت.


هذا التفكير ساعدني في أن أفتح قلبي لكل جديد، مهما بدا لي غريباً وغير مفهوم أو غير واضح، وأنا من اعتدت الوضوح طول عمري، صرت أجد لذة غريبة في الأشياء المجهولة، وفي الانتظار الجميل، وفي تقبل فكرة أنني لست مضطرة دوماً إلى التحليل والتخطيط وقياس الكلمات بدقة، لأنه وفي النهاية، أعيش في قصة مليئة باللطف الخفي الذي لا يدركه عقلي.


قصتك قابلة للتغيير في أي وقت وفي أي لحظة، أنت لا تعلم أي شيء سوى لحظتك الحالية، فركّز بها ما استطعت، وسلّي قلبك بالدعاء أن يلهمك الله الصبر والتجاوز والفهم وإدارك المعنى والحكمة والتعلم والطمأنينة واليقين وخير الأخلاقِ وحسن الكلام.


When I was just a little girl

I asked my mother, what will I be

?Will I be pretty? Will I be rich

Here's what she said to me

Que sera, sera

Whatever will be, will be

The future's not ours to see

What will be, will be



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات شيماء الصمادي

تدوينات ذات صلة