اخلع قناعك ..

أن تجرب وتخطئ .. أن تندم وتبكي وتصرخ وتغضب .. أن تتجرد من أحكام كل البشر .. ويبقى همك الوحيد هو رب البشر ..

كم مرة قمعت نفسك أن تشعر .. لأنك تضع قناع الوقار،.. قناع القاسي،. قناع اللامبالي ..

كم مرة منعت ذاتك من الاستمتاع بشيء طفولي، لأنك نضجت .. لأنك كبرت .. لأنك تطورت !!

كم مرة منعت دموعك من الانهمار أمام صديقك على شيء قديم .. لأنه قديم .. لأنه (المفروض) انتهى !

كم مرة قلت كلاماً لا يشبهك .. لأن هناك الكثير من القواعد والحدود .. التي لا معنى لها في الحقيقة!

كم مرة أنكرت ألمك لأنك فهمته، أو لأنك قد سامحت نفسك، أو حتى لأنك تحدثت عنه طويلا .. فصار يجب أن يختفي من ماضيك وصفحاتك !

كم مرة بلعت صرخاتك في الوقت الذي كنت تحتاج فيه إلى الانهيار .. وأن تكون صادقاً أمام مرآتك ..

كم مرة قلت فيها أنك بخير .. وفي الواقع أنت تضيع .. وتضيع أكثر في مشاعرك وأوجاعك ..

كم مرة لبست قناع اللامبالاة .. وأنت تنتظر .. وتحترق بهذا الانتظار .. !

كم مرة لم ترقص على أنغام كانت تطرب طفولتك .. حتى لا يقولوا .. لديه مشاكل !!

كم مرة تعبت من أقنعتك .. ولاحظت أنها تشوه وجهك الحقيقي .. ومع ذلك لم تهتم .. لحقيقتك !

مع كل قناع نضعه ..

هناك فجوة تكبر ..

هناك روح تضعف..

هناك طفل بالداخل.. يشيخ ..

أتخيل هذه الأقنعة وكأنها ألواح سوداء تغلف القلب والعقل والروح، فلا يتسرب النور إليها، ولا ينتشلها الخير من أحزانها، وتمنعها من التزكية والتطهير .. لأنها تعيش بغير حقيقتها .. !

أن تكون شفافا .. وصادقا .. ومريحا .. هذه صفات انسان منسجم مع ذاته الحقيقية .. أن تمارس انسانيتك بلا خوف أو ذنب .. أن تجرب وتخطئ .. أن تندم وتبكي وتصرخ وتغضب .. أن تتجرد من أحكام كل البشر .. ويبقى همك الوحيد هو رب البشر ..

بدون أقنعة .. وبكل صراحة.. هذا هو تحدي حياتي في هذه الفترة .. أحاول نزع كل أقنعتي ..

وأكون ..

شيماء ..

فقط !