التقطت تلك الصورة قبل عدة أيام، ظاهرًا فيها ظلي. كانت تلك المرة الأولى التي أشاهد فيها ظلي بهذا الوضوح، أو ربما كانت تلك المرة الأولى التي اتفحص فيها ظلي.

التقطت تلك الصورة قبل عدة أيام، ظاهرًا فيها ظلي.

كانت تلك المرة الأولى التي أشاهد فيها ظلي بهذا الوضوح، أو ربما كانت تلك المرة الأولى التي اتفحص فيها ظلي.

رغم أنه ملازمًا لي طوال الخمس والعشرين عامًا الماضية، إلا أنني لم اشعر بوجوده سوا في الأيام القليلة الماضية.

أظن أنني كنت اتجاهل وجوده أيضًا، ليس فقط لا أشعر به ..


أعلم أنني فتاة غير عادية، وليس ذلك نابعا من الثقة الزائدة بالنفس أو من الفخر بذات، على الإطلاق!

أنه نابعًا فقط من سلسلة من التجارب المؤلمة المعلمة في آن واحد، تجارب كانت كبيرة علي وكنت صغيرة عليها.


العشر أعوام الآخيرة كانت زخرًا ..

أعوام كانت تشبه الغربال..لم أفهم ما يحدث لي لكن كنت بشكل ما اتشكل من جديد عند كل فقد.

كانت كل التجارب مؤلمة، لم تكن الليالي سهلة، أشفقت على نفسي كثيرًا، بكيت كثيرًا، اشتقت كثيرًا، وهنت كثيرًا، ونضجت كثيرًا..


كانت كل تجربة اشبه بطريق يقربني أكثر لذاتي - هذا ما اعتقدته في البداية فقط -، كان هناك صوت يزداد قوة مع الوقت، لا أعلم من أين ينبعث، لكن صداه بداخل قلبي يكبر كل يوم..


لم أكن ضحية تجاربي، ولم أكن ضحية في المطلق، كان كل شيء وكل طريق وعر يقودني إلى فهم أكبر بحقيقة لم أكن أعلمها ، لم أكن أراها بعيني المجردة لكن دفئها كان قادرًا دائمًا أن يصلني..


اخترت عدة خيارات لو عدت بالزمن لكنت اخترتها مجددًا، فعند كل خيار ونتيجة كنت أرى الله بشكل مختلف.

في كل مرة تشتد بها العاصفة كنت أعلم أني ناجية لا محالة.

وفي كل مرة تهدأ العاصفة كنت أعلم أن سيندمل جرحي بشكل طيب، يطيب قلبي.


فرأيت اسم الله المنجي واسم الله الشافي ..


تشبثت بطوق نجاة البشر فلم أنجو ..

وتشبثت بطوق نجاة نفسي فلم أنجو ..


فتجلى اسمه القريب بداخلي..


كانت هناك ضوضاء خارجي كبيرة، فمنع عني اياها ليعطيني السكينة ..

فتجلى اسم الله المانع ..


وحين وجدت الأنس بنفسي، استوحشتها فلم أعرف طريقا سوا البشر فأستوحش قلبي أكثر ..

فتجلى في قلبي اسم الله المؤنس ..


فقدت صحبتي، منذ عام وأنا في الطريق بذاتي ومصباح خافت..ونور في آخر النفق.

فقدت كل مسلماتي ..

فقدت كل ما تمسكت به ..

وحينها كان هو الصاحب ..


تعلمت قسرًا أن اجلس بمفردي، تعلمت أن اسمع ذلك الصوت الذي طالما كنت اتحاشاه.


سمعت أنين تلك الطفلة ذات الخمسة عشر عامًا وفي كل مرة كنت أجلس فيها مع نفسي كان ذلك الصوت يعلو ويعلو ..

لم استظع الهرب تلك المرة منها حتى رأيتها واحتضنتها وبكينا سويًا حتى خارت قوانا ..

فوسعت علي نفسي حتى وسعتني ..


فعرفت معنى الواسع ..


وفي كل مرة كان يتضح فيها شكل ظلي أمامي وهي نفسي كنت أشعر بأنس الله معي ..

تقلبت كثيرًا

وسرت وحيدة

وعرفت معنى الوحدة وأنا انظر داخل عينيها..


فعرفت معنى أن تسكن بذاتك ويصبح مؤنسك هو ظلك وفي كل خلوة بذاتك ترى الله وتجلاياته بشكل ما ..

فلم تكن تلك التجارب تقربني لظلي كما كنت اعتقد ، لكن كنت أنا وطلي نسير معا لنقترب من الله..

شكرًا تجاربي المؤلمة، أحبك





ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات شهْد عمَّار (تچلي)

تدوينات ذات صلة