الدوائر لها قوة ،قوتها في اكتمالها وقوتك في إدراكها، أحب دائمًا أن أسأل هل أنا داخل الدائرة؟ أم لا؟

أشعر دائمًا أن الأشياء كلها تدور في دوائر ، كل ما حولك يشكل دوائر متفاوتة الحجم.

تشكلنا هذه الدوائر ونشكلها.

مركزيتها هي من تجعلنا فيما بعد.

وقوتنا في أن ندركها.


تتشكل الدوائر حوالنا وبداخلنا بمرور الوقت ،وبإدراكنا بها ،بوجودها وبمدى تأثيرها.

بأين نحن منها؟ ومن نجعل في مركزها؟


تتكون وتتضح رؤيتها كلما اشتدت بصيرتك ،وتتشكل بما تغذيه بها ،بكل وعيك بكل أفكارك بكل عقائدك.

تترسخ حين تفهم وتنير حين تدرك وتكتمل حين تبصر.

أنارات بداخلي دائرة الصدق حين سمعت شيخي يقول "المشكلة أنك مش مصدق" فلم أدرك إلا حينها أنني بعيدة عن دائرة الصدق.


قال شيخي تلك العبارة التي هزت بداخلي جميع ما كنت اعتقده حول تعاملي مع قدر الله.

وجعلتني أسأل أين أنا من صدقي بالله وتصديقي ويقيني بمعيته المحيطة على الدوام؟


سرد الشيخ قائلًا "المشكلة أنك بتسأله المعية وأنت مش مصدق بأنها حواليك وتشملك ،الفكرة أنك كل مرة بتروح تدعي علشان تجرب ،لكن يا ولدي ربنا مش للتجريب ولا ديننا للتجريب هي الخلاصة وما فيها أنت فعلًا مصدق ولا لأ"


ثم ذكر الحديث الآتي "عن أبي المتوكل عن أبي سعيد قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن أخي استطلق بطنه فقال اسقه عسلا فسقاه فقال إني سقيته فلم يزده إلا استطلاقا فقال صدق الله وكذب بطن أخيك"


وقع ذلك في نفسي موقع متأصلُا ومر أمامي شريط طويل من الدعاء بغير تصديق.

مر أمامي قلبي المرتعش الذي يذكر ويقول نعم أصدق وهو لا يوقن حقًا ويخفي في نفسه ما الله مبديه.


مرت أمامي كل المرات التي صدقت بها ما أدعو به دون سبب ليحدث ،دون أمل في حدوثه لكنني صدقت الله فصدقني.


اليقين بالله لم يكن يومًا حين تكون الأسباب ميسرة والأمور جلية.

إن صلب الإيمان بالله هو الإيمان بغيبه والإيمان بقدرته في ذلك الغيب.

بل إن صلب الإيمان في ديننا هو الإيمان بالغيب.


اتذكر أن هذه الدائرة لم تكتمل بداخلي إلا بعد أن رأيت قدرة الله في ضبابيات حياتي ،التي لم يكن السبيل فيها في النجاة منها سوا أهون الأسباب.


دائرة المعية يجب أن تمحص من كل شيء ولا يبقي بداخلها سوا الله.

أن تتجرد من ذاتك وأسبابك وعقلك المنتهي عند نقطة في بحر قدرته.

أن تصدق بأنها محاطة بك وتتدركك في كل وقت حينها فقط سترها وستبصرها بعين قلبك.


كذبت قلوبنا كثيرًا وصدق الله ..

كذبت عقولنا كثيرًا وصدق الله ..

والله لا يصدق إلا من صدقه..


الله يطلع على قلبك لا يريد منه سوا صدقه.


فهل فعلًا أنت مصدق يا ولدي؟:")



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات شهْد عمَّار (تچلي)

تدوينات ذات صلة