كلما نظرت إليك..

"مع إنه لا يمكن إيجاده بالبحث عنه ، إلا أن الذين يبحثون عنه هم فقط من يستطيعون إيجاده "

كلما نظرت إليكِ ..أري الله ..

أري كيف لهذا المخلوق الصغير الذي يبدو ساكنًا معظم الوقت أن يحرك ما بين صدري ..

كنت أرعاكِ كل يوم دون أمل ، دون ترقب لنتيجة ما ، دون تعلم درس من رعايتك ..

أرعاكِ ببال منشغل و قلب منفطر و عقل مشتت ، بخوف يملأني و حيرة تملأ عيني ..

كنت أترقب جذورك لأحاول أن أزيل عنكِ أي حشرة تضرك ، و عندما كنت أراكِ كل يوم و أنتِ يشتد عودك دون حول منك ولا قوة فأنظر لحالي و يتخلل قلبي نور ضئيل لا يقدر علي إنارة تلك الظلمة ..

لا أكل عن هذا الفعل اليومي المعتاد ، فحين تدق السابعة مساءًا أمسك بزجاجة الماء و أقوم بريك ، و أمسك بأوراقك و أشم ريحك الطيبة و أرحل ..

كل يوم وأنا هكذا و أنتِ لم تكلي أيضًا علي إعطائي هذا النور..

خرجت ذات يوم إليكِ و كنت اتحدث إلي نفسي كعادتي ـ و تحول نظري إليك و تمنيت في تلك اللحظة أن تتحدثي معي ..ربما تهدأ نفسي قليلًا ..

لكنكِ لم تعطيني أي جواب ، نظرت إلي أوراقك و هي تترنح مع الهواء غير عابئة بشيء فتمنيت لو أن أصبح مثلك لا أعبء بشيْ

تمنيت لو أن أجد من يرعاني كما أرعاكِ كل يوم حتي وأنا بحالة يرثي لها ..

و مرت الأيام و أنا هكذا ، تزداد الاسئلة برأسي فقط ..

كنت أزداد مع تلك الحيرة يقينًا لا أعرف من أين يأـي كلما نظرت إليكِ ، و يزداد قلبي بهذا النور الضئيل الذي ربما لا أراه لكني أشعر بدفئه القريب ..

يقينًا بأن الله لن يتركني كما لم يتركك ، يقينًا بأن ربما الأيام الجافة الصعبة هي من تزيدني قوة و صلابة كما تزيدك ، يقينًا بأن إيماني الذي بقلبي كالجذر الذي يشد من أزرك و أنه لن يتركني ..

يقينًا بأني لو توكلت علي الله حق توكل لرزقني كما رزقك دون حول مني ولا قوة ..

لا أعلم يا صغيرتي ماذا سوف تعلميني الأيام القادمة ، لكن ما أعلمه جيدًا أنكٍ تمنحيني أكثر ما أمنحك ، وأن نورك أضاء بقلبي شمعة :")