"لا نملك من أمرنا شيء حتى الشسع ، نمضي في الحياة فنعرف أن حدود قدراتنا لا شيء في قدرته "

"كُلَّ شَيءٍ حَتَّى الشِّسعَ "


نولد فيرعانا في كنفه، يهيء لنا الأسباب، البشر، الطرق يرزقنا بالأم و الأب، و يخلقهم و يفطرهم علي حبنا.


فيضع في قلب الأمل العطاء الذي لا حد له و يضع في قلب الأب حنان لا نهاية له..لا ينسي حتي اليتيم، الذي لا مأوي له، فيصب حبه في قلوب عباده صبًا، يهيء له الرزق و يهيء أسباب الرزق و يهيء كيف يصل إليه ذلك الرزق..

نشب على ذلك، نستند علي غيرنا، نطلب من غيرنا، نسعى لغيرنا، نطمئن بغيرنا.. حتى نملأ قلوبنا حد الثمالة بأسباب و نعتقد أننا نزول بهذه الأسباب، نحيا بها و نموت بها..


عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( سَلُوا اللَّهَ كُلَّ شَيءٍ حَتَّى الشِّسعَ ، فَإِنَّ اللَّهَ إِن لَمْ يُيَسِّرهُ لَمْ يَتَيَسَّرْ )


كنت أقرأ ذلك الحديث كل مرة و اتوقف عند حتى الشسع ،سلوا الله كل شيء حتى الشسع..


نحن نملك رب يسمع جميع نجوانا، يسمع مكنونات صدورنا فنسأله أتفه الأشياء و أدقها، رب لطيف ودود إلي هذا الحد، يتودد إلى عباده حتى بأتفه ما يطلبوه ولا يبخل بشيء .


كبرت وأنا أعلم أنني أستطيع أن اشتري رباط الحذاء لنفسي و بنفسي فكنت لا أعرف كيف اساله رباط الحذاء و أنا استطيع أن اشتريه


نحن نؤمن بالله و نوقن به، نلجأ إليه في جميع المصاب و البلاء ولا نسأل غيره، لكننا نتوه في الحياة عن الحقيقة نتوه عن حقيقة الأشياء، عن حقيقة القوة و الضعف، عن حقيقة ذواتنا و قدرتها ..


نختبر، حتى يثبت االايمان في قلوبنا شيء فشيء.. عقولنا لا تدرك حجم رب هذا الكون، كيف تكون قدرته حتى ُ مررت بلحظات لا أعرف فيها أين الجأ، وددت لو ابتلعتني الأرض حتى ينتهي سيل الألم في قلبي كنت امتلك حينها رباط حذاء لكن لم اكن املك نفسي .

لم أكن أعرف كيف اسكن ذلك، أين الجأ يا رب؟ و كيف؟ :")


يزيل الله الأسباب فيتركك في مهب الريح لا تملك من أمرك شيء فيضيء في قلبك قدرته حتى تتضرع حتى يمحص في قلبك المعاني فتدرك، و حين تدرك لا تعرف كيف تصف، لكنه شعور يتملكك بأن تسأله أن ينجيك من ذلك الألم الذي لو اجتمع أهل االرض جميعهم لن يستطيعوا أن يفعلوا ذلك ولا يملكون سبيلًا إليه..


يحدث التمحيص كل مرة على شاكلة مختلفة، يزيل اليوم سببًا و غدًا سببًا آخر فتتجرد شيء فشيء من قدرتك ، من معرفتك عن ذاتك بأن بيدك شيء وأنت لست بيدك أي شيء :')

أذكر أنني مررت بليال كنت أسأله ان استطيع أن أخرج من ذلك الباب فقط.

ان استيقظ من النوم فقط.

ان اكمل ذلك اليوم فقط.

و عند كل فقط أعرف أن النعم و الأسباب لا حصر لها و عند كل فقط أعرف كيف اساله حتى الشسع :')

نحن نؤمن بمعاني، نؤمن بها لأننا لا نعرف غيرها و لم نختبر غيرها.

نؤمن بالأمل، و نتحدث في حبه، لكن اليقين وحده يخرجنا من ظلمات الجب ..

نؤمن بأن الحياة تسير بشكل واحد و هيئة واحدة، نسير جميعًا في خط واحد لا نريد الخروج عنه فحين تجذبنا الحياة من ذلك الخط لا نعرف ماذا نفعل، أين نتجه؟

نؤمن بما تراه أعيننا رغم أننا قومًا صلب إيمانهم الغيب..


نحن لا نملك شيء، الصحة و القوة و المال و الحياة و حتى رباط الحذاء لا نملك منه شيء ..

نحن عباد، حدود قواتنا لا شيء في قوته، حدود أسبابنا لا شيء في كونه..

ربنا علمنا كيف نسألك، كيف نسير بك، كيف نسير إلا بك و كيف ننجو من الماديات إلي المعاني الحقة و كيف نري الحقيقة و كيف نري الحقيقة بك

نتجرد يا ربي من جميع قواتنا و من جميع حولنا إلي حولك و قوتك :")


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات شهْد عمَّار (تچلي)

تدوينات ذات صلة