في هذا الشهر نحن نتصل مع اصل الجمال والنور كله وهو الله فنشعر بالسعادة المطلقة، فأن لم يكن هذا الشهر اسعد ايام عمرك فعلم انك لم تفهم حكمة الصوم.
دائما يوجد الماضي والحاضر والمستقبل، ومهما كان الماضي لن نستطيع تغيره وما نفعله الان (في الحاضر) هو نتيجة الغد والمستقبل. قبل رمضان لنا ماضي وتاريخ، منه الايجابي الحسن ومنه السلبي السيء وهذا الشهر سيساعدنا على تحسين مستقبلنا وتاريخنا من خلال التخلص من العادات السيئة مثل: التدخين، الاسراف، العادات الغذائية الغير صحية وغيرها العديد.
كيف يكون التغير من خلال استغلال شهر رمضان؟
التغير هو الانتقال من حال الى حال، او احداث شيء لم يكن اصلا موجودأ، ، ودائما يبدأ التغير من الفرد ومن ثم الى المجتمع وليس بالعكس وقد يكون التغير ايجابي وقد يكون التغير سلبي. لكننا اليوم نتحدث عن التغير الايجابي. وانا اشجع وادعم كل فرد لاتخاذ أي خطوة ممكنة صوب الأفضل، ولو كانت خطوة صغيرة، ولو كانت غير دائمة؛ الأهم تكون في الاتجاه الصحيح:
1. يساعدنا شهر رمضان على ان نتواصل مع اجسادنا بشكل افضل، من خلال تناول كميات الطعام التي تناسبنا بالتالي زيادة او خسران الوزن للوصول للوزن الامثل والافضل. بالاضافة للمارسة الرياضة لما في ذلك لعوائد ايجابية للجسم ويفضل لعب رياضة خفيفة مثل المشي قبل الافطار بساعة.
2. يساعدنا شهر رمضان الفضيل في تحسين وتوطيد علاقاتنا الاجتماعية مع الاخرين، حيث ان الانسان يحاول ما امكن تهذيب نفسه ومراجعتها بشكل دائم وبالاخص عند الحديث مع الاخر حيث ينتقي الانسان ما يقول خوفا من ان يجرح الشخص المقابل ، فلا شيء يضر الإنسان بقدر ما فعل اللسان.
3. يستطيع الناس ضبط نفقاتهم واستهلاكهم خلال الشهر بالتالي توفير مبلغ اكبر من المال لاستغلاله في نواحي اخرى فشهر رمضان شهر الضبط والالتزام وليس الاسراف. تقول اخر الاحصائيات بأن ما نسبته 35% اي ما يقارب ثلث كميات الطعام تذهب هدراً للنفايات وهذه النسبة تساوي 1.3 مليار طن من الغذاء حول العالم بقيمة تساوي اكثر من تريليون دولار.
4. استغلال الوقت وبالتالي نصبح اكثر انتاجية. وانا اقصد الانتاجية هنا داخل اوقات العمل وخارجها. وهنا وجبت الاشارة الى موضوع مهم جداً وهو ان اوقات العمل تملكنا ولكننا نملك اوقات فراغنا. فاستغلال اوقات الفراغ هي ميزان معرفتنا بقيمة الوقت، وليست قيمة الوقت الا قيمة الحياة. وان افرغ الناس هو الذي لا يستطيع ان يملئ ساعات فراغه. فنلاحظ بعض الناس في رمضان يقضون اوقاتهم في متابعة بعض المسلسلات او مسابقات والسهرات وغيرها، فهذا ليس وقتا فارغا لانهم مشغولون فيه وليس بوقت مملوء لانهم يملؤنه بافرغ من الفراغ فهذا ليس بوقت على الاطلاق انما عدم خارج عن الزمان والحياة.
5. يجب علينا تنظيم ساعات النوم، لدينا فبسبب الاختلاف في النشاطات الحياتية والسلوكية عند الافراد خلال الشهر الفضيل اصبح هنالك اضطرابات في ساعات النوم. فنلاحظ ان الشخص بعد دوامه ينام ساعات قليلة قبل الافطار ويستمر بالسهرلساعات متاخرة من الليل اي انه ينام ساعات قليلة ومتقطعة بالتالي تغير في الساعة البيولوجية لجسمه وهذا سيتسبب بالتعب والكسل والخمول طبعا. وهذا السلوك السلبي سيؤدي لخلل في افراز الهرمونات المسؤولة عن النوم والصحيان وهما هرموني الكورتيزول والملاتونين.
تذكر ايها القارئ، ان الصيام هو ركوب دابة الجسد حتى نستطيع ترويضها واخضاعها لنقودها بالحكمة والصبر والتحكم بشهواتها. فالصيام درس في الانضباط والادب والطاعة، ذلك الصيام الرفيع، فهو بكل تاكيد ليس نوما طوال النهار وليس سهرا طوال الليل وليس قياما متكاسلا الى العمل وليس نرفزة وضيق صدر وتوتر فالله غنى غن مثل هذا الجوع والعطش.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
👏👏👏👏👏👏
براڨو أحسنت الكتابه 👏👏