قال لي أغلاهم ذاتَ مرة : ( إحنا اللي بنسَّمي الأشياء ، إحنا اللي سميناها وأحنا اللي بنغيِّر مسمياتها .. كله بإيدنا إحنا )
للقوةِ صُورٌ و تعاريفٌ لا حصرَ لها ، إنْ تمَّعننا في الأمر فتعاريفُ القوةِ تتكاثرُ على قدرِ أعدادِنا فلكُلِّ مِنَّا تعريفُهُ المُدرك - لا المُصرحِ بهِ بالضرورة - إلَّا أن ( قوةَ الكلمة ) تبقى في وجهةِ نظري من أهمِّها -إنْ لم تَكُنْ الأهم - الحاضرُ الغائب و مُستوجِبُ التقدير المُستحق غير المُنال !
لو تعمَّقنا في أسباب الخلل أيًّا كانتْ محاورُه أو موضوعاته لَتوصَّلنا إلى نفسِ المُعضلةِ الأساس ؛ عَقبتُنا التليدة وعدونا الأول : الجهل .
فلا يقتصِرُ الجهلُ على تفادي التلقينِ المُتقَنِ للمعارفِ والعلوم وإنما يمتدُّ لنفقِدَ القُدرةَ على إسنادِ تَبِعاتِ الكلمةِ والمُسمى لحاضنتِها فلا نفهم ثِقَلَ كثرةِ حروف المسؤوليةِ العاكسةٍ لفحواها ولا نستدرِكُ الإنسانيةَ سوى تعبيرٍ يرفعُ تقديرَ أي خطابٍ إقناعي ولا تستوقِفُنا عظمةَ تعابيرِ اللغة وقواعدها ...... لم تعدْ تستوقفنا إستثانئيتُها ! يَهونُ في أعيُنِنا الأذى فنُأذي بعبارةٍ ، جُملَةٍ ، دعوة لم تستحقَّ توقيتها أو حتى كلمة .
في عُرفِنا العربي يُحكَم على بسالةِ الرجُلِ و قدرِهِ من حِفظِه لعهده ووزنِهِ لكَلَمِه .. أظنُّنا أُحِجنا لنُدرةِ بسالةِ الرجال مُذ فقدتْ كَلمتُنا تقديرها واحترامها ، ومُذْ فقدَ التلقينُ التعليميِّ المؤقت حتى قدرتَهُ على غرس التعريفِ المحفوظ في ثنايا عقولِ مُلَقَّنيه !
أمَا وإن تشاورنا في الحلِ الأمثل ؛ فإنْ تَعمَّقنا في مُبتغى الاحتلال الأول ونهرِ الكلمات الدائمِ الذي لا ينضب والأساسُ لتشكيلِ أيٍّ منا ؛ لوجدنا الإجابةَ واضحة لا تختبئُ خلفَ أي حاجز ولا تتوارى خلفها ظِلال التمويه ، الحلُ الأمثل لبُنيانِ أمَّةٍ واعية هو التعليم ! تعليمٌ يَحمِلُ ثِقله فيغرِسُ في مستلمي الراية القادمين الصحيحَ والأصح ويمقتُ أبعاد التلقين اللاحسي المُضلِّل كوجه آخرَ من أوجهِ الجهل المُمعِن ، تعليمٌ يَعي وزن الكلمةِ وقوتها بوصفها القوةُ الأعظم - إن أوليناها احترامَها الحق !-
ختامًا فإن تمَّعَنا في ثنايا الأبلية والأخطاء - فرديةً كانت أم جماعية - لوجدنا أنَّ نقطةَ الأصلِ واحدة ؛ تَجاهلَ عِظمَ الفعل لأنه لم يُدرك معانيه ، لم يُدرك قوة الكلمة التي تَتدارى ورائها !
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات