للهالةِ المُغلفة لجو الأعياد الرونقُ الخفيُّ الحاضر ، يُستشعَرُ دون اللمس ويُعشَقُ بلا أدراك !
في أبعادِ مُناسبةٍ حاضرةٍ وثابتةٍ في وعي وتقاليدِ أُمتنا العربية والإسلاميةِ كعيد الأضحى المُبارك - بُورِكتم في آنه الحالي وأعاده عليكم لسنينِ كُثرٍ وبخيراتٍ أكثر - تستوقفني خصوصيته في السببِ والنتيجة ، الثباتِ والعادة والإجماع المتفرد النادر .
إلا أنني أظنُّ أن الفكرةَ لا تعتمدُ فقط على أحقيتهِ كركنٍ يرتبطُ مباشرةً بالعقيدة والديانة وإلا لما أجمعنا على خصوصية تفرُّدِ فترته - ولا أقصدُّ هنا تقاليدهُ و عاداته - ففطرتنا بالمُطلق تميلُ للافرض وكلُّ ممنوعٍ مرغوب وكلُّ مفروضٍ مرفوض ، لابدَّ أن للأمر ارتباطٌ بهالةٍ أُخرى لا أعلمُ إن كانت تنبع من ذاك الوقتُ المستقطع من حياةٍ روتينية ملأتها الرتابة لنستجمعَ ونلتقي باركان الحياة التي رُكنتْ على الهامش كضرورة غير عاجلة كالأحبة والعائلة أو لربما خُصَّتْ بهالتها هذه من الفكرةِ التي عشقناها في كل القصص ( نهايةٌ مُدويةٌ سعيدة ) ، فيأتي العيدُ كنهايةٍ تُغلقُ باب صومٍ امتلئ بالشاعرية ؛ نهايةٌ ضخمة تُغلقُ بابَ فترةٍ ضئيلةٍ تَضجُّ بالسكينة .
أو لعلَّها تستمدُّ هالتها من شعاعِ آخر ، من رابط الدهشة والروحانية المُبطن في شعائرها ؛ شعائرُ كصلاةِ العيد والسنن التي باتت عُرفًا تقليدًا ثابتًا أو حتى مما سبقها من مقدماتٍ ومراحلٍ كحجٍ وصومٍ وغيرها، الرابط الذي يدفعنا لعيش اللحظة أو حتى مشاهدتها بكل الجوارح مُتناسينَ ما يُدعى بال" ملل " أيًّا كانت توجهاتنا وبغضٍ النظر عن أيِّ هذه الأسباب أو غيرها الموجهُ للنتيجة فيبقى للأعياد وإن أختلفنا على حبِ تقاليدها هالتُها الخاصة ، الهالةُ التي دعَّمتْ ثباتَ تِكراره -حتى وإنْ أمسى واجبًا مفروض- ، الهالةُ التي تستحقُ أحيانًا التأمل لتقودنا لتأملٍ ومراجعةٍ شاملين أقل ما يمكن وصفهم به … العوز المُلِّح !
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات