للوقت أهمية عظمى في حياتنا لذا لا بد من التفكير بشكلٍ جيدٍ في استغلاله و تنظيمه لنحظى بحياةٍ أفضل.
الوقت هو هذه الدقائق التي تمضي من عُمرك و انت تقرأ هذا المقال و ضياع الوقت أشد من الموت،لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله و الدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا و أهلها.
أهمية الوقت
قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لرجلٍ وهو يَعِظُه:(اغتنِمْ خمسًا قبل خمسٍ : ومنها:(وفراغَك قبل شُغلِك))
الوقت هو رأس المال الحقيقي الذي يملكه كل أنسانٍ على وجه الأرض و أيُّ نجاحٍ يسجل كَبُر ذاك النجاح أم صَغُر فهو يعود لاستغلال الوقت استغلالًا جيدًا فمن خلاله يكون قادرًا على تحقيق تجارةٍ عظيمةٍ إمَّا علمٌ معيَّنٌ أو خبرةٌ معينةٌ و القائمة تطول كلٌ حسب هدفه.
أتذكر عزيزي القارئ تلك الساعة الرملية؟
حبيبات الرمل التي تندفع في ساعتها على عجلٍ و لا تكاد تقدر على إيقافها سوى بطريقةٍ واحدةٍ ألا و هي كسر ساعتها ولو فكَّرت قليلًا لن تتمنى ذلك؛فلو طبَّقت ذلك المثال على عُمُرِك الذي ستعيشه لكان كسرها هو موتك و لا أحدٌ منا يتمنى الموت لنفسه فنحن بحاجةٍ لكل نفَسٍ يهبنا الله إياه لنجتهد في عديد الجوانب و لا سيما في جنب الله و الحل الحقيقي هو استثمار حبيبات الرمل تلك لا تحطيم ساعتها و نثرها.
و لتستشعر أهمية الوقت بشكلٍ أكبرٍ تذكر هذه اللحظات:
- إسأل الطلاب عن أهمية الوقت عندما يفشل في اختبار معين.
- إسأل الأم عن أهمية الوقت عندما توشك على الولادة.
- إسأل عن أهمية الوقت لشخص يستعد لاجتياز أكبر مقابلة في حياته.
- إسأل عن أهمية الوقت لعداء أولمبي يعد نفسه لأكبر مسابقة في حياته.
- إسأل عن أهمية الوقت لأحد رواد الأعمال عندما يذهب لإغلاق صفقة كبيرة.
- إسأل المريض عن أهمية الوقت عندما يُقال له ليس لديك الكثير من الوقت لتعيشه بعد.
تحديد الأهداف والوقت
أنت نعم أنت أيها القارئ أوكلت إليك الحكم فيما يلي: لو أنَّ رياضيًا دخلَ ماراثونًا للجري دون وجود نقطة للنهاية فهل يُعقل ذلك ولو عُقِل كيف حال هذا الرياضيُّ آنذاك؟!
هذه هي عقولنا في خضم التطورات المتسارعة التي يشهدها عالمنا و وجود الأدوات التي تمكنك من الإطلاع على أدق تفاصيل الأمور صغيرها و كبيرها،فلا يكاد عقلك يفتح ملفًا معينًا للبدء به و إنجازه و إذ به يفتح ملفًا آخر و بذلك تتراءى لك الساعات متناثرة متطايرة كالنجوم في اجتماع ضيائها لأهميتها و حاجتنا إليها و لكن هيهات للوصول إليها لأنَّنا لا نأبه لمرورها و ضياعها.
لذا من المهم أن تحدد أهدافك و تسخِّر لها جميع قدراتك و الأهم أن تحدد إطارًا زمنيًا لهدفك فذلك يشعرك بضرورة الالتزام به و إنجازه و أهمية ذلك الوقت فإنِّي و كما يقال في العاميَّة:( ابصم لك بالعشرة) أنك لو أخبرت شخصًا لا ينظِّم وقته عن ضرورة علمٍ معينٍ أو خطوةٍ معينةٍ يتوجب عليه القيام بها لأجاب بأنَّه لا يوجد وقتٌ كافٍ ذلك لأنَّ عقله اعتاد إهدار الساعات و الأيام بين ألعابٍ فارغةٍ و تُرَّهاتٍ و مواقع التواصل الاجتماعيَّة بمتابعة أمورٍ تافهةٍ و مشتتاتٍ لا تعد و لا تحصى.
إذًا تحديد الهدف يساعدك على استغلال الوقت و عدم إهداره من خلال العمل في اتجاهٍ دون غيره و أول هدفٍ وضع للإنسان هو كما قال سبحانه و تعالى في كتابه الكريم:(وَمَاخَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [سورةالذاريات 56]،و هذا يدعوك إلى أن تكون جميع أهدافك الفرعيَّة تصب في الهدف الرئيسي ألا وهو عبادة الله وحده.
الفراغ و الشباب
إني لأمقت الرجل أن أراه فارغًا ليس في شيءٍ من عمل دنيا و لا آخرة. (عبدالله بن مسعود رضي الله عنه)
برأيي المتواضع أرى أنَّ لاجتماع الفراغ و الشباب معًا تحديدًا تاثيرًا ضارًا قد يفوق تأثير المخدرات التي تفتك بالعقل و الجسم فقد يكون الفراغ ذاته مسببًا لتعاطي المخدرات او الانحراف و سلك سُبُل الضَّياع و من العواقب ما لا يخطر على بال أحدٍ و إنَّما تعاين أضراره بشكلٍ واقعيٍّ عند حدوثه و قد روي أنَّه لو قيل لحمَّاد بن سلمة أنّك تموت اليوم لما استطاع أن يزيد في عمله شيئا لِما قد ملأ وقته بالصالحات.
و لا تنسى عند تنظيم وقتك حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي رواه حنظلة بن حذيم الحنفي رضي الله عنه :و الذي نفسي بيدِه،لو كنتم تكونون في بيوتِكم على الحالةِ التي تكونون عليها عندي،لصافَحَتْكُمُ الملائكةُ،و لَأَظَلَّتْكم بأجنحتِها،ولكن يا حنظلةُ ساعةً و ساعةً.
خطوات عملية لتنظيم الوقت
نشهد في عصرنا هذا تقدمًا واضحًا في التكنولوجيا و لا بد لنا من ان نجعل منها سلاحًا نستعين به على أمور الدنيا لا ان تكون سلاحًا هدَّامًا فأنصحك بمايلي:
- استخدام التطبيقات التي تساعدك على التقليل من الاستخدام الغير مرغوب فيه للهواتف الذكية مثل: (Stay focused,YourHour).
- استخدام أداة نوشن و هي أحد أهم الأدوات التي تساعدك في تنظيم أموري حياتك كافة.
- استخدام pomodoro technique
- متابعة قناة (دروس أونلاين) و قناة (Ali Muhammad Ali)
و في النهاية إن كنت حديث العهد في تنظيم وقتك بشكلٍ جديّ فلا تمل إن أخفقت في البدايات فالأمر حقيقةً يحتاج إلى تضحيةٍ و مكابدةٍ،و مع الإصرار و المحاولة ستصل إلى مبتغاك بإذن الله و لك في قصص صحابة رسول الله و الصالحين منهلُ تنهل منه القوة الكافية و الدافع للاستمرار.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات