الكثير مصاب بهوس التريند دون اكتراث حقيقي للمحتوى الذى يستحق النشر فى هذه التدوينة سنناقش الموضوع باستفاضة
تأثير التريندات على عقولنا
تشغل منصات التواصل الإجتماعي حيّزاً كبيراً من يوم كل واحدٍ منّا وفى الفترات الأخيرة أصبحت هى الخَيار الأمثل لتداول كل ما يدور حولنا ومشاركتها مع أكبر عدد من الناس بدايةً من أنها تُستخدم من قِبَل رُواد الأعمال والتنويه عن آخر أخبار مشروعاتهم وإنتهاءً بنشر التفاصيل اليومية البسيطة والغير مهمة على الإطلاق لكنّها تُشارك وإن كانت بلا هدف.
إستوقفني إنتشار الأحداث بسرعة البرق على جميع منصات التواصل الإجتماعي وسيطرتها على الغالبية من الصفحات أو ال"Time Line" كما يُسمى والإهتمام الكبير بكونها حدث فريد من نوعه ومميز أو بما يُعرف بال"Trend" التريند مصطلح شاع إنتشاره والتركيز عليه حيث أنه بمجرد تصنيف أحد الأحداث ترينداً يتهافت عليه الجمهور بشكل هائل؛ زيادة فى المشاهدات وإرتفاع عدد الإعجابات وإنقسام فى خانة التعليقات بالمُشادات المختلفة بين مؤيد ومُعارض وضجّة عالمية كبيرة فى بعض الأحيان.
قد يكون الحدث فى غاية الأهمية لكن لم يحظى بتفاعل ضخم كما يحظى به الحدث الّذى لا يُشكّل أي أهمية أو التقليل من حجمه؛ وغالباً يتِمّ هذا بسبب العِبارات والصور الساخرة أوما تُعرف "بالكوميكس" الّتى تُنشأها الصفحات الساخرة ومن ثَم يتداولها الجمهور عبر منصّات التواصل الإجتماعي ويُصبح الأمر إعتياديّاً ومُهمّشاً بالتدريج دون الإكتراث لحجم الحدث أو الموقف ويمكن أن ينطبق هذا على "جائحة كورونا".
المنافسة مستمرة طوال الوقت بين الأعمال الجيدة الّتى تستحق أن يُسلّط عليها الضوء وتحظى بالشُهرة وبين الأعمال الهابطة دون جدوى، وقد وصل الأمر فعليًا إلى أنه توجد شريحة كبيرة من الناس تُكرّس جُلّ وقتها فى صنع شئ يحظى بتصنيف التريند على منصات التواصل الإجتماعي مع عدم المبالاة إن كان هذا الشيء قيّم يستحق النشر أم لا كل ما يهُم هو "التريند" والفوز بالشهرة والأضواء.
المُستفيد الوحيد هو صانع الحدث الّذى يُصنف ترنداً ومن بعده الصفحات التى تتداول تلك الحدث فكلاهما يهدف إلى الربح من تفاعلات الجمهور علي تلك الحدث؛ الوحيد الّذى يُعطي للتافه قيمة هو الجمهور المُشاهد ولسوء الحظ بات الكثير من الجمهور فى السنوات الأخيرة لا يُفرّق بين ما يستحقّ التفاعل عليه وبين مالا يستحقّ أن يشغل حيّزًا من تفكيره أو يأخذ من وقته ولو بضع دقائق فى التعليق أو المشاهدة.
دعونا نتعامل بصرامة وجديّة مع كل التريندات من حولنا ولا نُكرّس وقتنا فى صناعة التريند وإلا فسيبقى التريند هو المؤثر الأكبر على عقول الغالبية وسيظل الأمر غير محسوم.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات