كلماتٌ قصيرة تخاطب عقل المرأة التي لطالما أرهقها التفكيرُ بماهية المطلوب منها للتعامل مع زوجها المتقوقع على نفسه



مفارقة..


الرجل عندما يقع في مأزق، يتقوقع على نفسه بالغالب ولا يشارك من حوله، يدير ظهره ويحاول الدخول إلى كهفه الخاص،


هل يعني ذلك أنه يأخذ زاوية بعيدة في المنزل ويكتب فوقها: أنا الآن في الكهف؟


بالطبع لا.


ولكن ذلك يعني أن الرجل في هذه المرحلة يتحوَّل إلى شخص قليل الكلام،

شخصٍ تغلب عليه الرغبة في الجلوس وحيدًا،

ردود أفعاله تميل إلى البلادة بعض الشيء والبرود أحيانًا،


هو لا يريد منكِ تقديم الحلول لأي مشكلة يقع بها،

ولا يريد منك النصح فيها، ولا حتى مجرد المشاركة،

إلا في حالة واحدة، وهي أن يطلب منك ذلك بنفسه،

وهنا فقط سيقدّر موقفك ويشكرك، أما عدا ذلك فسَيَعُدُّه انتقاصا منك لحكمته وقدرته على قيادة مركب حياتكما معا..



المرأة عندما تقع في مأزق، تسارع لمشاركة الآخرين (وبالمقام الأول زوجها) ما يعتريها من مشاعر وضغوطات،


ولكنها في نفس الوقت لا تريد منه المسارعة بإعطاء الحلول، ولا تعتزم بشكواها أن تسمع سيل النصائح الذي يسارع معظم الرجال بسرده إليها، وإنما هي تطمح لمجرد الاحتواء والتعاطف والإنصات،


هذا فحسب؟؟

نعم، هذا فحسب.



من أين تأتي المشاكل بيننا إذن؟


بالطبع تأتي من تجاهل كلا الطرفين لتلك المفارقة ؛ ليبدأ كُلٌّ منهما بإعطاء الطرف الآخر ما يحتاجه هو في وقت المشاكل، وتمامًا يمنح الطرف الآخر ما يناسب طبيعته هو.


الرجل يظن أن المرأة إذا لجأت للكلام فهي تريد حلًّا للمشكلة التي تتحدث عنها، فيبادر بإعطاء الحلول


(وهذه طبيعة الرجل في حقيقة الأمر ؛ إنه وعندما يصل إلى حد مشاركة الغير مشاكلَه فلا يكون ذلك ( عند معظم الرجال) من باب الفضفضة المتعارف عليها عند النساء)، وإنما يكون طلبًا صريحًا بتقديم الحلول الممكنة إليه،


فهو الآن قد عدَّ شكواها إعلانًا لحاجتها إلى الحلول المستعجلة.


هنا نجد أنَّ الرجل قد منحها حلولًا ومدة استماع قصيرة لأحداث المشكلة ومعطياتها بعيدًا عن شعورها، وهذا تمامًا عكس هدفها من الحديث.



نتوجه في كلامنا الآن للمرأة والتي ترى الرجل متقوقعا في مشاكله، فتحاول اقتحام دائرته لتقدم المساعدة وتصلح الأمور وتشاركه إعادة الأمور إلى نصابها


(وهذا ما تفعله النساء بالعادة فيما بينهنّ، ويعدَّنَّه وقوفاً إلى جانب بعضهن البعض، أن يبادرن للمساعدة دون طلب وفي ذلك إثبات لمدى المحبة والاهتمام)،


فتبادر بتقديم التعاطف و الدعم لزوجها فور تقوقعه دون طلب صريح منه بذلك.


هنا نجد أن المرأة قد منَحَتْهُ عاطفةً ودعما لم يطلبهما


وإضافةً لذلك اقتحمت عليه كهفَه السري والذي يُمثِّل للرجل ((وبطريقة غير معقولة بتفكير المرأة )) مصدرًا يستمد منه قوته ليتمكن من مواجهة الحياة من جديد،


إنه في تلك الأثناء ( أثناء مكوثه في كهفه ) يحاول استعادة توازنه، وقد يعتصر دماغه ليجد حلولًا مناسبة لمشاكله كي يطبقها وحده ويظهر بصورة البطل أمام أنثاه، وهذا ما يطمح إليه كل الرجال،


ومحاولة اقتحام المرأة لتلك الخصوصية لا يوجد لها سوى مرادف واحد في قاموس الرجال، ليسمعها الرجل وكأنها تقول له:


أنا لا أثق بك، ولا أثق بقدرتك على حل المشكلات وحدك، وبالتالي أنا لا أثق برجولتك.


وهذا بالطبع آخر ما تتمنى المرأة أن تقوله لزوجها.



وللوصول إلى موازنة تضمن للعلاقة استقرارَها وتضمن لكلا الطرفين الهدوء النفسي والاستقرار العاطفي، لا بد أن نراعي في العلاقة الزوجية أنَّ الطرف الآخر هو من الجنس الآخر ، واحتياجاته تختلف عن احتياجاتنا، وأننا بإعطائهم ما يحتاجون إليه بطبيعتهم ونيلنا ما نحتاج إليه بطبيعتنا سيحل الكثير والكثير من المشاكل؛


الرجل يحتاج قوقعته في المشكلات ويحتاج كذلك أن تتقبَّلي قراراته ما دام لم يشاركك ويطلب رأيك لحلها من تلقاء نفسه،


اتركيه في كهفه ما دام معتكفًا فيه واسعدي به فور خروجه منه، لا تقلقي لن يمكث فيه للأبد،


إنه بدخوله إياه لا يوجه إليك الاتهام بالنقص والتقصير، ولستِ السبب في دخوله ذلك الكهف،


إنها الطبيعة السائدة عند الرجال، فالأمر ليس متعلقًا بشكل شخصي فيكِ أنتِ.



أمّا المرأة فلا تريد سوى أذناً صاغية وحضناً متعاطفاً..


وتذكروا أن مساحة المشاركة لابد وأنها موجودة، لكنها تأتي بطلب واضح من الطرف الآخر،


أيتها النسوة فَلْتَدعْنَ عنكنَّ المبادرة مع الرجال في ذلك التوقيت ( التوقيت الكهفي )،


ولا تقلقن ستكون لديهم الكثير من الأمور التي سيشاركونها معكن ويطلبون منكنَّ الدعم بشكل صريح فيها، فانطلقن حينئذ.


وفي نفس الوقت درِّبنَ أنفسكن على طلب ما تحتجنَ إليه بكل صراحة وبساطة قبل سرد مشكلة ما مع الجنس الآخر،


نعم لا بأس، ذكريه أنك تحتاجين إلى الكلام لمجرد الكلام،


تحتاجينه لتخففي عبء الهموم عن كاهلَيْكِ ليس إلا،


تحتاجينه لتفرغي كأس قلبك وتنتعشي من جديد،


ذكريه بأنه لا حاجة لك عنده في إرهاق دماغه بالبحث عن حل لمشكلتك تلك، وإن كنتِ يومًا ما بحاجة للحلول فأخبريه بذلك أيضًا،


كوني واضحةً معه ليمنحك ما تحتاجين إليه في كل موقف على حِده.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

راااائعة ...😊💓👍👌

إقرأ المزيد من تدوينات ريم الصيرفي

تدوينات ذات صلة