( إن كتابي هذا ليس كتاباً في أدب الرحلات بقدر ما هو كتاب تأملات في أحوال البشر في كل مكان. )
هكذا وصف الكاتب الصحفي المصري ( عبد الوهاب مطاوع ) تلك الحالة من الامتزاج التي تنطوي عليها صفحات هذا الكتاب ، حيث استطاع أن يدمج ما بين خواطره وتأملاته لما رأى وصادف في رحلاته ، وبين اللون الأدبي المتعارف عليه في أدب الرحلات والذي يفيض بأجواء المغامرة والانطلاق والتجارب الجديدة.
فمن أجمل ما يميز كتب أدب الرحلات هي إمكانية أن تسافر بخيالك وتجوب المدن والبلاد من خلال الكلمات ، وهو ما يسمونه " بالسياحة القرائية " ، فتتعرف على ثقافات الشعوب وعاداتهم وطبيعة حياتهم في كل مكان يزوره المؤلف وينقل صورته إليك واصفاً ما يرى بأسلوبه الأدبي الذي يضفي عليه قدراً من التأملات والمشاعر التي انتابته في كل رحلة ، فتتأثر معه وتجد نفسك
تندهش لما آثار دهشته ، وتضحك لما صادفه من مواقف طريفة ، ويتملكك الشجن بل وقد تذرف الدموع تأثراً بما رآه وعايشه خلال ترحاله.
الكتاب تتضمن وصفاً شيقاً لرحلات الكاتب على مدار ثلاثين عاماً من السفر والتنقل بين المدن والبلاد ، بدءاً من بلدته ( دسوق ) حيث نشأته وأيام طفولته وصباه ، مروراً بزيارة بعض المدن المصرية كالإسكندرية والقاهرة ، ثم زيارة عدداً من المدن العربية والأوروبية ، وختاماً بالأراضي المقدسة وأدائه لمناسك العمرة.
وقد تطرق الكاتب إلى هوايته الشخصية في زيارة منازل المشاهير من الأدباء والمفكرين والفنانين حول العالم ، وفي كل زيارة يسرد للقارئ مقتطفات من حياة هؤلاء المشاهير ونبذة عن أهم أعمالهم وإنجازاتهم.
فجاء الكتاب كرحلة معرفية وتثقيفية لقارئه وقد أوضح الكاتب ذلك في مستهل مقدمة كتابه بتلك الكلمات:
( لقد طوفت في شرق البلاد وغربها مفتوح الفم من الدهشة لكل شيء أراه .. وأسمعه .. وسألت آلاف الأسئلة .. وتلقيت آلاف الأجوبة من الأشخاص والكتب ودوائر المعارف .. وقد سجلت في هذا الكتاب بعض تساؤلاتي الحائرة .. وبعض الإجابات التي توصلت إليها خلال رحلة العمر من خلال السفر إلى بلاد الله. )
الكتاب صدر في فترة التسعينات ، وعدد صفحاته يتجاوز مئتي صفحة مقسمة على خمس وثلاثبن فصلاً ، ومُرفَق مع الكتاب مُلحقاً للصور لبعض الرحلات والزيارات الواردة في الكتاب.
.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات