" حدسك لا يُخطئ ، الغرائز الداخلية ومشاعر عدم الارتياح ما وُجدَت عبثاً ، هذه طريقة جسدك لإخبارك بأنّ هناك خطأ ما لا تُجازف بتجاهله. "

في هذا الاقتباس للكاتب "باولو كويلو" من كتابه ( الخيميائي ) يخبرنا بأن هناك صوتاً وجدانياً يحاول إلهامك بطريقته ، فلا تتجاهله وأنصت إليه جيداً.


( الحدس ) أو (صوت الحكمة والبصيرة ) أو ( الحاسة السادسة ) كما تتعدد مسمياته ، إنه ذلك الشعور الذي ينتابك حين تصادفك مسارات جديدة في الحياة تحتاج منك لقرارات صائبة ، فتجد ذلك الصوت يدوي بداخلك ، فإما يميل بك تجاه إحدى المسارات فتمضي فيها بطمأنينة تريح قلبك من التشتت ، وإما ينفرّك منها ليحيد بقلبك عنها لعلك تتجنبها ولا تستكمل خطواتك فيها ، أيضاً يقوم الحدس بدوره حينما يدخل لحياتك أشخاصاً جديدة ، فقد يمنحك الألفة والارتياح في التعامل مع البعض ، وقد يصيبك بشئ من الريبة والانقباض تجاه البعض الآخر.


كيف ينشأ الحدس؟


يصف خبراء علم النفس والطاقة الحدس بأنه تراكماً داخلياً لخبرات مختزنة في عقلك الباطن نتاجاً لكل التجارب الحياتية السابقة التي مررت بها على مدار سنوات عمرك ، فهو شعور ينشأ بشكل عفوي حين تجد نفسك في مفترق الطرق ،

مشتتاً لا تدري أي الطرق تسلك ؟! ، تتملكك مشاعر الحيرة والتردد فيبدأ الحدس ببث رسائله الوجدانية بداخلك ، كأن تكون ومضة ضوء تنير لك المسار الصحيح أو قد تكون جرس إنذار يمنعك عن المسار الخاطئ.


وحينها تراودك تلك التساؤلات ..

هل أتبع هذا الإحساس المبهم ؟ هل يمكن الوثوق به ؟ أم أن الأمر يحتاج لحسابات منطقية يملك زمامها العقل ؟


إن الحدس هو هبة من الله عز وجل أنعم بها على عباده ليمنحهم نوراً من البصيرة لفهم الأمور وحقيقة النفوس ، وليكون دليلاً للقلوب تكتسب منه الفراسة والحكمة والذكاء العاطفي.


فأنصت جيداً لحدسك ولا تتجاهل هذا الشعور ، وحاول إعطائه قدراً من التأمل والتفكير ليكون جسراً من التواصل الفعّال بين قلبك وعقلك فيلهمك القرار الصائب في حياتك دوماً.

Rana Zain

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Rana Zain

تدوينات ذات صلة