حين رأيتُ قلبك الصغير ينبض لأول مرة خفق معه قلبي واضطربت مشاعري بين القلق والخوف عليك والشوق إليك بينما كان شعوري بالمسئولية تجاهك يا صغيري يغلب كل المشاعر
الآن يتحقق حُلماً لطالما تمنيته، ودعوت الله ورجوته أن يجعله واقعاً أحياه، وقد وهبني الله سبحانه من فضله نعمة غالية أضاءت دنياي وفاض بها قلبي هناءاً وفرحاً، حينها أقررتُ في نفسي أنني سأبذل كل ما استطع من جهدٍ ورعاية وحبٍ وصبرٍ لتصبح انساناً سوياً رائع الخُلق.
لا فرحةً تضاهي فرحة خبر حملك ووقعها السعيد على قلبك وقلوب المقربين منكِ، فأنتِ الآن على مشارف رحلة ممتعة تزيد عن المئتي يوم تقريباً فيها تبدأين الخُطى الأولى نحو الأمومة.
لن تكوني أبداً كما كنتِ قبل الحمل، ستغيرك عاطفة الأمومة كلياً، سيتغير في نظرك كل شئ، ستبدأين في إعادة ترتيب أولوياتك، سيكون لطفلك دوماً الأولوية، ستحلمين لأجله كثيراً .. لمستقبله .. صحته .. تعليمه .. استقراره وأمانه، حتى ملامحه ستفكرين فيها كثيراً ، كيف ستبدو ؟ هل يشبهنى أم يشبه والده ؟
يوماً بعد يوم ستشعرين بحالة فريدة من الحب تنسج خيوطها بينك وبين جنينك يمتد تأثيرها معكِ طيلة عمرك،فقد أحبه قلبك .. قبل أن تراه عيناكِ، أما عن حركاته وركلاته الأولى فهو إحساس رائع ، لا أبالغ إن أخبرتكِ أنكِ قد تدمع عيناكِ من فرط تأثرك به، ومع تطور نموه وبدء حاسة السمع لديه وِإدراككِ لمعنى أنه يسمعكِ .. يسمع نبضات قلبكِ .. صوتكِ .. حديثكِ معه هو شعورٌ روعته لا تُوصَف.
دائما ما يكون الانتظار صعباً مملاً إلا في تلك الرحلة، ستشعرين بأجمل أوقات الانتظار، فالبرغم من أعراض الحمل المتعبة والمؤلمة في كثير من الأحيان، وثقلك الذي يزداد شهراً بعد شهر، إلا أن لحظة لقائك المنتظرة بطفلك يوم الولادة تهون عليكِ كل تلك المتاعب.
ومن المواقف الفارقة التي لا تُنسى في تلك الرحلة هي دعم زوجك ومساندته النفسية لكِ، بالكلمة الطيبة التي تخفف من آلامك، واحتوائه وصبره وحُسن استماعه لشكواكِ المتكررة، ومشاركته لكِ الكثير من مسئولياتك المنزلية بحب واهتمام ، كلها دلالات تخبرك أنكِ اخترتِ الرفيق المناسب لرحلة العمر والأب الرائع لطفلك.
التعليقات