مقالة خطتها أناملي بعدما شهدنا مأساوية الواقع الحقيقة، الذي أظهر لنا صُلبه الرماديّ وقلبه القاسي، نسجتها في أحرف متواضعة
يقول الدكتور مصطفى محمود - رحمه الله -: " إنّ العدم والمعدوم في الزمان والمكان هو ساقط في حساب الكلام ولا يصحُّ القول بأنه كان"
كما قال ( المشرحجي ) العدم والمعدوم..
فالعدم هو الرحم الذي خلّف وراءه كثيرًا من القضايا الناتجة عن انعدام المسؤولية تجاه النفس وما يتصل بها من خيوط تنعقد في عقدة واحدة!
لأُبسّط لك الموضوع قليلًا..
إن بعض الناس الذي خال بأنه تحرر من أصفاد الأخلاق والتمسك حتى بأبسط القيم ( التي هي أصلًا سِوار ألماس يزيّنه )، أن بإمكانه سفك الدم والقتل بحركة واحدة، دون أن يمنعه أحد، وهذا سببه عقدة نقصٍ تَحُول بين الإنسان ونفسه والآخر، وهو عدمٌ في إشباع النفس بما تحتاجه حتى تكون خليفة كما يجب.
أما المعدوم وما أكثره! وهي الإنسانية التي من المفترض أن نقتبس منها سلامًا ورحمةً وقلبًا صادقًا، وأقليةٌ أخذت أول أحرف تلك الكلمات فقط، جمعناها فأصبحت " سرقة ".
سرقة أحلام طفلة بتزويجها قُبيل سنها، وسرقة حياة أم كانت روحها بيد ابنها ذي الأربعة عش
ر عامًا، و نفسٌ صادقة أُخذتْ على يد من تحب لأسبابٍ مجهولة، وصراخ نبع من جوف فتاة لا منجدٍ لها سوى أبيها الذي تسبب في قتلها
.
أصبحنا نصحو على جريمة وننام على أُخرى
وآسفاه على دنيًا يحيطها انعدام الأمن من كل مكان وخوفٌ صار مسكونًا بجدران بيتها،
وبالعودة لكلام الطبيب ندرك أن العدم والمعدوم والذي تجلى بالأخلاق والإنسانية هو فعليًا فانٍ ولا يصح لنا القول بأنه كان؛ فالوحشية التي نراها هي قلوب لم تذق الرحمة مذ ولادتها..قد لا تحرك كلماتي ساكنًا لكننا نستطيع أن نقف في وجه فيضان الجهل، حتى وإن زرعنا شجيرات على النبع، على الأقل نحاول ثم نحارب من جعلَنا نؤول إلى ما نحن عليه.
-#راما_الرجبي
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜
💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜