هي الأقدار.. كتبها الله لنا، تفحصها بعناية ستجد أنك أنت الخير فيها….

طفتلي الصغيرة المدللة، طفلة يأسرها الاهتمام المبالغ فيه، وتشدّ العالم بماءه ويابسته بانفرادها…

أما عن بحرها اللُجّيّ فهي فيه وحيدة..



في الساعات الآخيرة من عصر كل يوم، في لحظات زحمة اللعب والضحكات المتعالية، ومع نشرة الأخبار اليومية يزف خبر عاجل بالأمل المتجدد عندها ،كانت تعيش صغيرتي في تأهب دائم لاستقبال محبة كبيرة قد تطأ القلب وتغشى به نواقصه ، فرغم أنها محفوفة بحب كبير يلقيه عليها كل قريب وغريب، إلا أنها كانت رافضة لأنواع الحب تلك، راغبة بنوع واحد وكيفية واحدة للعيش معه،


كانت تريد الأ تشعر بوحدة، وأن تكون لها يد متينة تضم إليها كتفها، وتسير معها لبستانها وتقطف لها زهورها..


ورغبتها بانقطاع الوحدة عنها جعلت منها إنسانة حساسة يبكيها انسجام كان مع أخواتها، وتعانقها همسات هذه وتلك فتخنقها…


لتعيش دور الضحية ولتتقنه حقًا، أشارت لوالدتها في أحاديث متكررة عن رغبتها في الخروج من هذه الظلمة، فكانت تزرع الأمل في رحم والدتها مع كل خبر بانتظار مولود جديد..


وكانت تكره موعد اكتشاف جنس المولود بشدة لأنها في كل مرة كانت تعود خائبة من قمة جبل أملها المتراكم في صدرها…


حتى غشاها موج الحزن فجعل منها غريقة في بأسه ويأسها…


وبعد أنا كاد الماء يصل إلى رئتيها المزهرتين.. استفاقت وكلل صغيرتي اليوم وعيها حتى أصبحت مدركة حق الإدراك لم لم يشأ الله لقلبها أن يستكن بشقيقة، أو أن يهدأ بمحبة لطيفة مختلفة

بعد أن ظنت أنها ستعيش في مجموعة كبيرة فيها مؤنسات كثر، لكن الله شاء لها أن تكون لنفسها الأنيسة.


وصية أوصتني بها، أنقلها لك:


يا صديقي لكي يعيش الرضى فيك لا بُدَّ أن تعيش فيه ولو لِلحظة، لكي يمدك الله عندئذ بعمر كامل تسقيك الزهور فيه بدل أن تسقيها، وينزع وشاح الوحدة نفسه عنك عندما يرى فيك الامتنان والاطمئنان باختيارات الله لك…


ولا تنس أنك ما دمت تعيش لنفسك فلا بُدّ من أن تتقن فن الاكتفاء،

فمن الجدير أن لا تربط ابتسامة خديك بحضور أحدهم أو بغيابه.




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات راما الكميتي

تدوينات ذات صلة