أبي كان دوما موجود، لذلك لم أكن في حاجة كي أكبر...


مازال أبي يحملني إلى اليوم، يحملني بدفء يديه، يحملني داخل عينه.

يحملني أبي في قلبه.

يري الجميع في عينه القسوة، لكني لا أرى سوى الحنان و المحبة.

و أعلم أن خلف قناع اللامبالاة الذي يلبسه هناك وجه دافيء و حساس، لكني لا أرفع عنه قناعه، لأني أحب أن أختلس النظر خلف ذلك القناع لأرى في أبي ما لا يعرفه عنه أحد.

يتحمل أبي ضجيجي و هدوئي، يتحمل ضجيج عقلي و هدوء قلبي، لا ينفر من تقلباتي أبدا.

أعده دوما و لا أتحمل ثقل وعودي لكن أبي يحمل على أكتافه ما تركته في منتصفه و يلتزم به.

يشجعني دائما كي أفرد جناحي نحوى الحياة وأواجهها، لكنني في الحقيقة أعيش بين جناحيه، فيمسكني سريعا قبل أن أسقط و يحلق بي من جديد أين تركت أحلامي.

بذرة حبه أنا، يمسكني بعناية و يغرسني في تربة بلا صخور، يسقيني بصبره حكمة الحياة و أزهر في ربيع قلبه كالأقحوان: جميلة و دائمة، شامخة و مهيبة.

قد أكون هدية الحياة لأبي، لكنه في الحقيقة هديتي.


Oumayma Farhat

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Oumayma Farhat

تدوينات ذات صلة