حديث ذاتي مع النفس تظهر اهمية خفض سقف التوقعات من الآخرين

بلمسته غير المسبوقة أضاء كل كياناتي فأضأت له الكون ونشرت النور في كل المساحات الممكنة. كنت له كما أراد وأكثر، وأشعلت بفرحي الجدران ونسيت نفسي من نور نفسي، وشرعت أفتش عن كل بقعة تحتاجني وأحتاجها. أضأت له الليل ليمسك قلمه ويخط كلمات من حروف روايته غير المكتلمة.


كنت له كما يحب وأكثر، فلم أبخل بنوري الذي أضاء عتمة كل لياليه ومشيت في تفاصيل غرفتة حتى وأن غادرني يوما أصونه وأحفظه بوفاء منقطع النظير، ولا أبخل عليه بشعاع مني يعينه على ما تبقى من عتمة دربه. يطفأني أحيانا بالصدفة لكنه سرعان ما يدرك أنه لن يستطع أن يعيش دوني فيعود إلي بقلب نادم وأنا من شدة بساطتي أقبل كل أعذاره ولا أبخل عليه لأظل له النور كما كان دائما يريديني.


كان دائما يقول لي:

- من دون نورك تعتم الدنيا بناظري، فأخلق منك الكلمات وتنرين لي دربي وأتوه بدون أشاعاتك، بالله عليك إبق نوري في هذا المكان المعتم، كوني عوني كوني وهجي.


من فرط حماسته وشدة حاجته لم أتصور يوما أنه يستيطع أن يعيش دوني. كانت كلماته تنخر روحي فأخجل أن أشكك بها. كان يكلمني كبشر يخاطب ملاكه أو كأمير يخاطب أميرته أو كعاشق إنفطر قلبه من شدة العشق. لم يخطر ببالي يوماً أنه يستطيع أن يكمل ليلة واحدة دون نوري، أو يستطيع أن يعيش دون قلبي المتوهج.


مرت الدقائق والساعات وأنا من فرط حماساتي لا أرفع ناظري عنه، حتى لا يشعر أنه قد يخسرني أو يشعر أني قد أغيب فيصيبه الخوف فيتوقف عن كتابة كلماته.


اقترب الفجر فظهر عليه التعب وأعياه السهر وأنا كذلك. فرفع رأسه ونظر إلي بعد أن كتب آخر كلمة في كتابته اليومية ولم ينبس ببنت شفه، ولم يترك حتى تعليقا أو يفكر أن يهدي كلماته لي.

نهض وتثاوب ثم أطفأ نوري بضغطة واحدة على مقبس النور الموجود بجانب باب الخروج من الغرفة، وقال وهو يخاطب نفسه وكأني لن أسمعه:

- هذه النور يصرف كثير من الكهرباء من يوم غد سأستبدله بنوع أخر.


فقط وقتها أدركت أنني مجرد لمبة في بيته وأنا نسيت نفسي من شدة عشقي.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات أسامة بدندي

تدوينات ذات صلة