تقد هذه التدوينة الأنواع الأربعة من المنظمات بحسب مستوها من الوعي لأهمية الابتكار.

أصبح الابتكار حاجة ماسة وليس رفاهية وأصبحت كثير من المنظمات على المحك عندما أدركت أن الابتكار الذي في يوم من الأيام كان سبيلها لترويج لقيمها التنظيمية أصبح اليوم هو سبيلها للبقاء والازدهار. ولكن هل كل المنظمات تمتلك نفس مستوى الوعي لحاجتها للابتكار؟ تاليًا أقدم أربعة مستويات من الوعي للوعي الابتكاري لدى المنظمات.

النوع الأول من هذه المنظمات هي المنظمات غير واعية لحاجتها للتغيير ولا تأبه بامتلاك القدرات الإدارة التغيير فهي "جاهلة بشكل غير واع، ولا تعرف حاجتها للابتكار". هذا النوع من المنظمات لا تعرف ماذا ممكن أن تحسن، وكيف تستخدم التكنولوجيا لصالحها. فعلى سبيل المثال إذا دخل منافس يعتمد خفض التكلفة أو إذا تطلب السوق سرعة أكبر في توصيل المنتج أو الخدمة أو جودة أعلى، فهذه المنظمات غير قادرة على التقاط الإشارة باكراً والاستجابة السريعة للتغيير حتى وإن فعلت ذلك، فهي تهدر الموارد النادرة باستهداف أنواع غير مناسبة من التحسين.

المشكلة ليس من فيمن يعرف أنه لا يعرف بل فيمن لا يعرف أنه لا يعرف.

في المستوى الأعلى تأتي الشركات الاستراتيجية تمتلك هذه الشركات حس الحاجة للتغيير وتمتلك القدرة الكبيرة في تنفيذ المشاريع الجديدة وتقوم باتخاذ طرق استراتيجية لعملية الابتكار المستمر. كما ولديها فكرة واضحة عن أولوياتها وتوقيت انجازها ولديها قدرات داخلية قوية في الجانبين الفني والإداري ويمكنها إحداث التغيير بالمهارة والسرعة اللازمتين. تستفيد هذه الشركات من الإطار الاستراتيجي المعد بشكل مدروس الذي يشمل البحث والاكتساب والتنفيذ لتحسين المعرفة الجديدة.

تفتقر هذه المنظمات إلى القدرة لأحداث الابتكار الجذري والذي يهدف إلى إعادة النظر بالأسواق من خلال التكنولوجيا الجديدة أو في خلق فرص سوقية جديدة. تنافس مثل هذا النوع من الشركات في حدود الصناعة الموجودة ولكنها مهددة بالسقوط في فخ حدود الصناعة ذاتها بحيث لا يمكنها الخروج منها.

في قمة هذا الهرم تتربع الشركات الإبداعية والتي تعرف الطريقة لاكتساب المعرفة التي تتعدى حدود صناعتها، وتعمل هذه الشركات على حدود المعرفة الدولية وتتبع المنهج الإبداعي لاستغلال المعرفة التكنولوجية ومعرفة السوق لتحقيق الميزة التنافسية من خلال شبكة علاقات متنوعة. تمتلك هذه الشركات اطاراً استراتيجيا حديثاً للابتكار، وموارد داخلية قوية مع درجة عالية من القدرة الاستيعابية والتي توفر التنوع في القطاعات الأخرى حيث أن مهارات وقدرات الشركة تجلب ميزات وطرق تستطيع من خلالها تنافس. برزت بعض الشركات الإبداعية من قطاعات تقليدية تحدت الطرق القديمة التي يُقدّم بها العمل، فعلى سبيل المثال قامت شركة نوكيا من تغيير المنتجات التي تقدمها عبر رحلة طويلة. بدأت من الورق إلى سوق الالكترونيات واصبحت قائداً في سوق الهواتف المتنقلة.

المشكلة ليس من فيمن يعرف أنه لا يعرف بل فيمن لا يعرف أنه لا يعرف.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات أسامة بدندي

تدوينات ذات صلة