ما الذي يمنعنا من الاتيان بالحلول الإبداعية عندما نواجه مسألة حرجة؟

لمذا لا نرى الحلول الإبداعية؟

من منا لم يشاهد هذا الفيلم والذي خلد سفينة راح ضحية غرقها عام 1912 اكثر 2200 مسافر، 705 فقط أشخاص استطاعوا النجاة؟ لكن السؤال:

ماذا يمكن أن يحصل لو أن قائد السفينة وقبطانها نظروا للجبل الجليدي حلاً لمشكلة وليس سبباً للكارثة؟


ترتفع الجبال الجليدي عن سطح ألماء أكثر من 400 قدم في حين أن بعض الصفائح الجليدية تقل عن ذلك، ربما كان ممن الممكن استخدام قوارب النجاة لنقل كل المسافرين إلى أحد هذه الصفائح الجليدية قبل أن تغرق السفينة ويموت البقية غرقاً أو من البرد. قد يبدو لك الأمر ضرباً من الخيال وتشك في إمكانية تطبيق ذلك؟ ولكن قبل 60 عاماً من تاريخ غرق السفينة حصل أن استطاع 127 من أصل 176 مسافر كانوا مهاجرين من أيرلندا إلى كندا أن ينجو بعد أن بقوا على صفيح جليدي فترة من الزمن. لا استطيع أن أجزم إن كان في تلك اللحظة ستأتي مثل هذه الفكرة؟ ولعل ذلك يعود إلى اللحظة العمياء التي تتملك إي شخص يتعرض للمثل هذه التجربة التي خاضها قبطان السفينة وطاقمه.



يحدث نفس الشىء للمبتكرين في مجال الأعمال فسيطر عليهم ما يعرف بـ #الثبات_الوظيفي وبعض الانحيازات الفكرية الآنية والتي تمنعهم من التفكير بالأشياء لغير الغرض التي صُنعت لأجله، فيفوتون على أنفسهم الكثير من الابتكارات التي يمكن أن تكون منتجا أو خدمة أو فكرة لمشروع ناجح.

ولكن يبقى التساؤل كيف يمكن الهرب ممن هذا التفكير وكيف يمكن النظرللمألوف بطريقة غير مالوفة؟

"ضرير الروح لا يرى وإن أبصر، وبصير القلب لو أغمض عينه يرى أكثر" شمس التبريزي

في دوراتي وكتابي الذي يحمل الاسم ذاته أحاول تغيير المنظور والعدسة الي نرى بها العالم لأن من وجهة نظري الخاصة وبناء على خرائط الدماغ العصبية، وطبقا للآلية التي يعمل بها الدماغ يَصعُب على الدماغ انتاج االأفكار الإبداعية نتاج الفعالية الكبيرة لهذه العضو والتي تجعل من أنجاز العمل سهل وسريع ولكن يخلو من التفكير خارج الأنماط الموضوعة مسبقاً، لذا نحن بحاجة لتوسيع الإدارك للبحث عن أماكن أخرى بدلا من الحفر بنفس المكان فنعيد تكرر أنفسنا باجترار نفس الأفكار.

ثمة استراتيجيات يمكننا من خلالها خلق هذه العقلية، أهمها مايلي:

1. التدرب على تحييد المنطق في الحكم على الأفكار

المنطق يجعلنا نحكم على الأفكار من باب الصح و الخطأ وهذا بحد ذاته يقتل الأفكار والبناء عليها.

2. رؤية المشكلة أو نقطة التحسين التي بصدد توليد الأفكار حولها من عدة زوايا ومن وجهات نظر الأشخاص أصحاب العلاقة

3. إعادة صياغة المشكلة

أن كنت في جلسة عصف ذهني حاول أن تصيغ المشكلة أو نقطة التحسين صياغة إيجابية بحيث تؤدي للخروج من النمط الفكري المعتاد.

4. استخدم قبعات التفكير الست فهي تساعد على رؤية المشكلة رؤية شمولية تسهم في اقتراح حلولاً إبداعية.

لذا أعتقد أنه لا يمكن خلق الفرص أو إيجادها بنفس العقلية التي اعتدنا عليها لذا من الجدير بنا العمل على تغيير المنظور.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

جميييل

إقرأ المزيد من تدوينات أسامة بدندي

تدوينات ذات صلة