نعيش الآن في عصر البيزنس غلبت النزعة الرأسمالية على البشر بشكل كبير فأصبحنا ننظر لأشياء كثيرة في حياتنا على أنها صفقات


تعدي الأمر الأشياء ووصل للبشر أيضا

ويتجلي ذلك الأمر واضحا في قضية الزواج

فالعديد من البشر الآن ينظر للزواج على أنه صفقة

إما أن تربح أو تفشل

فيقاس الربح بأمور مادية

كحصر ممتلكات الزوج المحتمل

ويربح المزاد من زاد ملكه

فهذا أفضل من نظيره لأنه يمتلك سيارة أحدث ومنزلا أكبر ووظيفة بمرتب كبير

بغض النظر عن خلقه

يلزمه فقط القليل من الإدعاء والتمثيل

ويقتنع الطرف الآخر فورا بإدعائته

حتى وإن كانت واضحة لطفل صغير

سيتغاضي عن ما يظهر من إدعاء مقابل الميزات المادية

ليس الأمر متعلق فقط بالفتيات والنساء

بل أيضا الرجال

فتجد شابا يبيع روحه لسيدة تكبره

طمعا في الحصول على مميزات مادية تملكها

أو طمعا في الحصول على جنسية بلد ما

للأهل أيضا دورا في ذلك خاصة في حياة فتياتهم

فإذا تجاهلت الفتاة الميزات المادية للشخص

ينبهها لها أهلها بل ويضغطون عليها لتقبلها

فيبيعون روحها مقابل ماهو زائل

إن هذة النزعة المادية لهي أسوأ ما حدث في زماننا هذا

فكثر الطلاق وتهدمت البيوت وتدمرت حيات كثيرا من الأطفال

إن الروح تبحث عن أليفها وإن كان فقيرا

وتخسر بريقها بالقرب من من يجهلها وإن ملك كثيرا

تبحث الروح عن من تأنس به ويتفهمها

يقبل عيوبها ويحسنها

يضمد جروحها ويطيب ما آلمها

يساندها ويستغني بها ويرحمها

فتسكن اليه ويسكن إليها

فتطيب لهما الحياة ويمتلكوا من الحب والرضا ما تصغر أمامه الدنيا بمفاتنها

هذا لا يمنع أن المادة مهمة ولكن لا يجب أن تكون الأولوية

بل يجب أن تكون الأولوية للأخلاق والدين والتفهم والإحترام

حتي إذا جارت الحياة وذهبت المادة

بقي الرضا و المودة والصبر علي صعاب الدنيا

وتدوم السعادة والمحبة


إقرأ المزيد من تدوينات عمر الشربيني

تدوينات ذات صلة