عند قرآتك العنوان قد تظن أني أتحدث عن فأرا من أفلام الكرتون ك جيري أو المعلم رشدان لكني أتحدث عن فأرا حقيقيا قد يبدو الوضع مقززا ولكنه له منظور آخر
في يوم من الأيام تفاجأت بصياح أختي وأمي مفزوعتان
فجريت مستفسرا عن السبب
وإذ به فأرا قد تسلل إلي مطبخنا
وكما نعرف ف هو العدو الأشرس للنساء والفتيات
هدأت من روعهن وطمأنتهن أني سأنتصر عليه وأقتله
وبدأت معركتي مع الفأر
بدأت في التخطيط لهزيمته فنصبت الكمائن والفخاخ
وضعت لصقة للفئران ورسمت له طريق بالطماطم والجبن يوصله إليها
وسددت عليه طريق الدخول والخروج
وانتظرت لليوم الثاني
ليفاجئني بذكائه
قد أكل كل الطعام وفتح لنفسه طريق خروج
بل وخرب اللاصقة رغم ظني أنها سلاحا متطورا لم يصل خبره إلي الفئران بعد
ولكنه فاز عليا وهذا أشعل غضبي
لكن حسنا لم تنتهي الحرب بعد
بعد تفكير عميق قررت أن أسد عليه مكانه المفضل بمطبخنا
تحت الموقد
وأن أنصب له كمينا بالمصيدة التقليدية
عساه أن يكون من أبناء الجيل الجديد للفئران فلا يعرف الأسلحة التقليدية
تماما كعدم معرفتي بلمبة الجاز من جيل جدتي
بدأت في التنفيذ عندما سمعت صوت خبط الفأر للموقد
فأسرعت بسد جميع الفتحات إلا فتحة صغيرة وضعت أمامها المصيدة التقليدية
وبها قطعة جبن وقطعة من الخبز مغطاه بزبدة الفول السوداني
فقد علمت بحب الفئران لها وأنا الذي لم أتذوقها أصلا
ابتسمت إبتسامة نصر تحمل شيئا من الخبث وخرجت منتظرا نصرا قد تيقنت منه
ظل الفأر يحاول طوال الليل فأسمع خبطاته محاولا الخروج
فأستمتع أكثر بانتصاري الذي قد أقترب
فقد حاول لأكثر من 6 ساعات ولم يستطيع الخروج
حتما سيفر إلي المصيدة وأنتصر
ولكني غلبني النعاس لأستيقظ صباحا
وأجد الفأر قد استطاع أن يحرك شيْا مما سددت به طريقه ويهرب مجددا
لكن كيف استطاع أن يفعل هذا
لكي يحرك هذا الشئ فانه يحتاج قوة كبيرة بالنسبة لحجمه
أو
أن يستمر في المحاولة لوقت طويل جدا ولا يستسلم
وهذا بالفعل ما حدث
لقد ظل يحاول ويحاول حتي نجح في الخروج
أزلت كل أدوات الفخ وتركت له أرض المعركة ولم أجد حلا سوى الدعاء
وقد اتجهت فعلا للصلاة ودعوت أن يخرج هذا الفأر من مطبخنا دون اللجوء للعنف وإراقة دمه
في اليوم التالي دخلت المطبخ ليلا لأحضر سحوري وإذا به قد خرج من مخبأه أيضا باحثا عن الطعام
تلاقت أعيننا لأول مرة فهب فيه الفزع وبدأ في التعثر وهو يحاول أن يهرب
فتارة يتزحلق وتارة صطدم بباب الشرفة
وفي ثالث محاولة كان قد خرج مسرعا
فأسرعت بسد مدخله وإقفال الطريق عليه
ورضيت بأن يحتل شرفة المطبخ فضلا عن المطبخ نفسه
ولكنه وإلي الآن لم يرضخ ولم يرضى بالمعاهدة
ومازال يحاولوبعد أكثر من أسبوعين أن يفتح مدخلا جديدا
ولكني لن أسمح له بالدخول مطلقا
ولن يكمل إنتصاري حتي أحرر الشرفة أيضا
ولكني جلست متفكرا في أمر هذا الفأر وأمري
كيف له أن يكون بهذا الإصرار
وكيف لي ألا أكون وقد ميزنس الله بالعقل
كيف له أن يحارب كل هذا الوقت لتحقيق هدفه
وكيف لي أن أمل من المحاولة ويتملكني اليأس
كيف يكون بكل هذا النشاط
بينما يقيدني الكسل
والله إنها لرسالة من رب العالمين للتفكر ف حالنا جميعا
فقد جاء هذا الفأر ليلهمني ويعلمني ألا أكف عن المحاولة في وقت قد قيدني فيه اليأس والكسل
وكأنه يخبرني قائلا
لا تقل قد فشلت، قل لم أنجح بعد
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
لم أنجح بعد