لا شيء يمنح الشخص رؤية واضحة لمسار حياته مثل الإدراك للمكان الذي يتجه إليه.

من أجل الوصول إلى مكان ما، تحتاج إلى تحديد الهدف من الوصول الى هذا المكان، وفهم مسار الحياة الذي ستعمل به و تتخذه في رحلتك والوجهة التي ترغب في الوصول اليها، وكلما أسرعت في تحديد الهدف، كلما أصبح كل شيء آخر أكثر وضوحاً في الرحلة لأن الحياة بلا هدف هي حياة بلا وجهة.


يمثل إيجاد المسار والاتجاه الصحيح و اختيار فلسفة حياة مشكلة وجودية لنا جميعاً لأن ذلك يقودنا الى فهم دورنا و غاية وجودنا في هذه الحياة، و هناك الكثير من يعتقدون أن إيجاد هذه الفلسفة يكون في مرحلة معينة من العمر، فعندما يتجاوزون هذا العمر المعين يتنحون جانباً لأنهم يعتقدون أن دورهم قد انتهى و ليس هناك مجال للبحث عن فلسفتهم في الحياة، وهذا قمة الانهزام والخوف من الاكتشاف و المغامرة في الحياة.

إن سر الوجود البشري لا يكمن فقط في البقاء على قيد الحياة، ولكن في العثور على شيء يعيش من أجله. دوستويفسكي

الأشخاص الذين أجروا تغييرات حقيقية في حياتهم و تمكنوا من تحقيق أهداف صعبة ليسوا أقوى أو أكثر ذكاءً أو خوفًا منك و لكن الاختلاف الوحيد هو اتخاذ قرار التصرف تجاه أحلامهم و معرفة ما يريدون من الحياة. أنت ماذا تريد من الحياة؟ هل تعرف؟


كثيرون من يجدون صعوبة في الإجابة على هذا السؤال، و لكي تجيب عليه بشكل واضح يجب أن تسأل نفسك هل لدي فلسفة حياة؟ فجميعنا لدينا فلسفة خاصة أو طريقة يعيش فيها الحياة، و بمجرد أن تجد ما تريده ستكون أكثر حرصاً وانتقائية بشأن أفعالك اليومية. حيث يعد إنشاء فلسفة شخصية في الحياة و فهم كيفية وضع رؤية و هدف و تعلم من رحلة الحياة أمرًا أساسيًا لتحسين عقليتنا وتطويرها و نضوجها لأن الافكار التي نعتقدها تؤثر على أدائنا، لذلك فإن تبني فلسفة حياة حقيقية يقود الى تعزيز الوعي من أجل السعي وراء أفضل ما لدينا و معرفة دورنا في هذه الحياة و ما نريده منها.

هل نحتاج إلى فلسفة حياة؟9819150035840640
unsplash.com

ماذا لو ذهبت إلى مقابلة وسألك أحدهم "ما هي فلسفتك في الحياة؟"


اكتشاف فلسفتك الشخصية في هذه الحياة تمثل الطريقة التي تكتشف بها من أنت، و تصبح قادرًا على التعبير عنها لنفسك، و كيف تتناسب مع العالم من حولك، و ما هو هدفك في الحياة، و النقطة التي يجب مراعاتها هي أن فلسفتك الشخصية هي بالفعل جوهرية بداخلك، ما عليك سوى السعي و العمل على أكتشافها.


الفلسفة الشخصية هي مجموعة من المبادئ و القيم التوجيهية التي نعيش بها، و تؤثر على كل شيء من الكلمات إلى الخطوات التي تتخذها، حيث يتمثل الهدف في اختيار فلسفة حياة هو التوافق بين أفكارك وكلماتك وأفعالك التي تقودك في رحلة حياتك. إن اكتساب هذا المستوى من الوعي و الاتصال بين الأفكار و الأفعال و التصورات هو تعريف حقيقي عن اكتشاف الذات.


جميعنا نحتاج إلى تحديد فلسفة حياة لأنها تعبر عن رؤية شاملة تجاه وجودنا في الحياة و تساعدنا في تحديد ما يهمنا و ما نسعى للوصول اليه لكن الكثير منا من يملئ وقته بالمشتتات، ولا يسأل عما إذا كانت هذه الفلسفة مهمة أو لا في رحلة حياته، حيث ينتهي بهم الأمر إلى العيش بدون هدف أو غاية و العيش تحت مظلة الخوف من عيش الحياة واكتشافها.

من بين كل الانفعلات، الخوف أكثرها لعنة. ويليام شكسبير

الجزئيات الصغيرة من فلسفة الحياة تشكل حياتنا وتوجهها بشكل اكثر وضوحاً، و كل ذلك يقودنا لكي ندرك أن إيجاد الاتجاه الصحيح في اختيار فلسفة حياة هو شيء نصنعه بسعينا و محاولاتنا الجادة و المستمرة لرسم واقع افضل يعبر عنا و عن فلسفتنا و حياتنا.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

رائعة

إقرأ المزيد من تدوينات عمر السبيعي

تدوينات ذات صلة