الحياة ليست مجرد رقم إنما رحلة من المغامرات و الاكتشافات الشيقة و الرائعة.


كثير من يتمنون لو كان لديهم زر الايقاف المؤقت في هذه الحياة للانتقال الى فصل جديد دون أي تداعيات سلبية يعيشونها متجاوزين الفرص المقدمة للاكتشاف و عيش مغامرة الحياة، لسوء الحظ هذا شيء من الوهم لأن الحياة فرصة يجب أن نستثمرها بشكل صحيح و واقعي من خلال مسار عملي من يترجم الطموح الى واقع و إنجاز.

لا يُمكِنُ أن نعود إلى الوراء لنصنع بداية جديدة إلا أنه يمكن أن نبدأ مِن الآن في صناعةِ نهاية جديدة. ماركوس أوريليوس

الشخص الذى يمكنه أن يبدأ "بداية جديدة" لحياته و أهدافه و طموحاته أو يخُطّ طريقًا جديدًا في مسار رحلته هو حتمًا يملِك من الإرادة الكثير، لأنه قادر على مواجهة الواقع و مصارحة ذاته، و مدركًا أن هناك احتياجًا حقيقيًّا إلى التغيير و البداية الجديدة في حياته.


تكمن مشكلة الكثيرين بأنهم ما زالوا لا يستطيعون مواجهة أنفسهم و الاعتراف بأنهم ارتادوا طريقًا خاطئًا في رحلتهم و عليهم أن يتخذوا قرار التغيير، حيث يبررون اختياراتهم بأنها أفضل الاختيارات، و لكن يجب أن ندرك قاعدة مهمة و مؤثرة في حياتنا و قراراتنا و هي "الاعتراف بالخطأ"، حيث تمثل هذه القاعدة نقطة تحول لفهم الواقع و بداية افضل نحو التغيير.


هل نستحق بداية جديدة ؟98693368568811550
unsplash.com

إحدى اكبر عوائق التغيير فى حياة الإنسان هو عائق مواجهة هذا الواقع واتخاذ القرار و البداية بانطلاقة جديدة وذلك بسبب سيطرة مفهوم الخوف من الفشل، فمن يقرر مثلا التسامح فتحاربه أفكار و دوافع داخلية مبنية من تأثيرات المجتمع على أن هذه القيمة "قيمة التسامح" من شيم الضعفاء، و لم يعد العالم يفهمها في الوقت الحالي، و هذا الاعتقاد اصبح فلسفة مؤثرة على كثير من السلوكيات في المجتمع.


لا ينبغي لأي احد يريد أن يبدأ في التغيير بمقارنة أهدافه و إنجازاته بأهداف الآخرين و لكن عليه صنع مساره الخاص، والنبأ السار هو أنك لست مضطرًا لإعادة اكتشاف نفسك تمامًا في كل مرة تكون فيها مستعدًا للتغيير أو اكتشاف مسار حياتك و لكن يمكنك اتباع بعض الخطوات الصغيرة ليتسنى لك بدء حياة جديدة، إذن كيف نبدأ حياة جديدة؟


نبدأ حياة جديدة عندما:

  1. نتعلم دائمًا شيئًا جديدًا: إذا كنت تشعر بالركود في ما تفعله في حياتك اليومية، فقم بتوسيع خياراتك وتابع التعلم واكتشاف الجديد.
  2. نتخذ خطوات لمواجهة مخاوفنا: الكثير من قراراتنا تستند إلى الخوف, نفشل في المخاطرة، وتفويت الفرص لأننا بكل بساطة نخاف من النتائج.
  3. نتنبه لاحلامنا: إن فهم ما تعنيه أحلامنا يشبه تعلم لغة جديدة و الانتباه الى الفرص و استثمارها يقود للوصول الى احلامنا و طموحنا.
  4. نأخذ وقت لنتفكر: الانغماس في التكنولوجيا ارهق عقولنا وقضى على وقتنا، لذلك يحتاج أن نأخذ حيز يومي بعيدا عن الضوضاء لنتفكر في حياتنا.
  5. نخرج من منطقة الراحة: إن الخروج من منطقة الراحة يهدف إلى تمكينك من معرفة امكانياتك، نقاط قوتك وضعفك، و ما يمكنك تحقيقه.
وجهتُكَ ليست مكانا تصلُ إليه إنما هي طريقة جديدة ترى بها الأشياء. هنري ميلر

من يبدأ خُطواته نحو بداية جديدة في مسار حياته هو إنسان يطمح أن يكون له دور فاعل و مؤثر في حياته و مع بَدء عام جديد يحتاج كل من يرغب في انطلاقة جديدة أن يضع هذا التساؤل نُصب عينيه في أي مجال من مجالات حياته: هل نستحق بداية جديدة؟ و كُن واقعيا و أمينًا مع ذاتك وأنت تبحث عن إجابة لهذا التساؤل لإنها حياتك أنت، و أنت من يتحمل مسؤوليتها.


تذكر إنَّ الانسحاب ليس خياراً مطروحاً في هذه الحياة لذلك علينا أن ندرك أن الخيار الحقيقي هو أن نتعلم كيف نعيش هذه الحياة وكيف نتعلم من المواقف والتجارب في مسار حياتنا لنصنع واقعا افضل لأننا نستحق بداية جديدة.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات عمر السبيعي

تدوينات ذات صلة