عندما يتركنا الحزن وسط الظلام كل ما نحتاج اليه هو احد يمسك بايدننا و يعرفنا من جديد علي سبيل الحياة
جاءت اشعه الشمس حارقه قويه كأنها تقول لقد انتصرت مره اخرى بعدما ظننتي ان الظلام الذي بداخلك سيجعل الليل يدوم الي الابد،نشرت اشعتها في جميع أنحاء الغرفه محتفلة بانتصارها المتكرر، أتيت امي كعادتها تطرق الباب تنتظر لخمس ثواني ثم تدخل بخطواتخفيفه علي الرغم من انها تعرف جيدا انني لست نائمه تضع أمامي صينيه بها بعض الطعام دون كلمة واحده، لقد اكتسبت هذه العادهمأخرا بعدما كانت تقول لي الكثير من الكلمات التي كانت تحرق احشائي حتي جعلتني اصرخ في وجهها يومآ وبعدها توقفت عن الكلامواكتفت بخطف نظره سريعه ثم مغادرة الغرفه والانتظار بعض الثواني خارج الغرفه ومن ثمه ترحل، وقبل مرور عشرة دقائق تفعلحور اختي الشئ ذاته مع بعض التعديلات البسيطه فهي لا تتوقف عن الكلام محاوله ابهاج روحي عبثا، يعاملوني وكأني مريضه لايدركون ان قلبي قد إنكسر وانطفأت روحي، لقد بكيت كثيرا حتي جفت دموعي،لاحظت ان غرفتي صغيره لدرجة انها لا تسعني اناوحزني، حاولت كثيرا تجاهل هذا لأمر ولكنني فشلت، يجب أن اجد مكان اكبر يساع حزني به صوت يعلو صوت بكائي بالطبع لن يكونالمنزل او احد المقاهي فمهما يظلان مغلقان ذو حدود، لذلك قررت أن أذهب الي احد الحدائقيومي الأول لم يكن سيئ او جيد، عندما قلت لهم في البيت انني ساخرج، ارتسمت علي وجوهم ابتسامه سعاده مع بعض القلق، جلستهناك لساعات طويله لم أشعر بالوقت حتي جاء الغروب تذكرت حينها الغروب في غرفتي حيث يكتمل حزني ولكني كنت دومآ اهربمن مواجهه نفسي فقد كنت اطفئ جميع الانوار ولا اترك فراشي حتي لا تصادف عيناي المرآه و أرى الحاله التي أصبحت عليها، لنانسي عندما حدث ذلك بالخطأ فما وقعت عيناي علي المرآه ورأيت حالتي حتي بدأت بالبكاء، بكيت كثيرا، فقدت احساسي بروحي وبكلشئ من حولي، وعندما أتيت اشعه الشمس علمت ان النهايه لم تأتي بعد، لا يمكنني إنكار التغير الذي حدث بداخلي في تلك الليله يكفي أنهجعلني اخرج من غرفتي.
بدأ أسبوعي الثاني في تلك الحديقه، هناك وجوه تتكرر باستمرار و وجوه اخري ارها لمره واحده فقط، من بين كل هذه الوجوه يتكرروجه امرأة، أشعر دائما انها تنظر لي، عينها مملؤتان بالكلمات، أشعر بتلك الكلمات، أشعر بأنها موجه لي، لقد تأملتها اليوم كثيرا، أرادتان تأتي إلي او لتشعر بالحرج، بعد دقائق معدوده بدأت تتحرك نحوي حسناً تعالي ... قولي كل ما عندك وارحلي.
منذ أن رأيتك لأول مره وانا اريد التحدث إليك كثيرا وكنت اتردد اكثر لذلك قررت إلا اتي إليك قبل ان تمهدي لي الطريق، تعطنيإشارة للتقدم، واليوم فعلتي ذلك عندما نظرتي نحوي.
انا اتي إلي هنا كثيرا ولكني ليس بنفس انتظامك في كل مره ابحث في الوجوه عن احد يأتي لنفس سببي، عن أحد يأتي لكي ينسي حزنهويشعر كم أن همه صغير أمام هذا العالم الكبير، يعلو الضوضاء علي صوت صراخه، المجئ إلي هنا هو المسكن الذي يساعدة علياحتمال الحياة ليوما آخر، رغم ذلك فتلك المسكنات هي الاسوء، فهي تدخر آلمك وفي لحظه يتوقف مفعولها وقبل ادراك الموقف تعيد إليكآلمك دفعه واحده دون أي مقدمات فيكون الاستسلام للانهيار نهاية مؤكده، لحسن حظي أنني لم أقع في ذلك الفخ ولا أظن انك ستقعين فيهذا الفخ فعيناكي تكاد تنفجر قوة رغم ما تمرين به، عليكي فقط التوقف عن الهرب من الماضي مهما كانت تجاربه قاسيه
رحلت، قالت هذه الكلمات ثم رحلت، لم ابد اية ردة فعل لما قالت تري هذا ما جعلها تذهب دون أي مقدمات فقط أدارت ظهرها وذهبت،لماذا لم أقل كلمه واحده، أين ذهبت الكلمات، هل لأنني صامت لفتره لطويله نسيت الكلام والكلمات، تكلمت هي لدقائق وفكرت انا فيكلماتها لساعات حتي بعد ما عودت الي البيت لم اتوقف عن التفكير، تري هل كانت محقه؟، هل ساتمكن من الدخول الي ذلك الجانبالمظلم واسترجاع تلك الليله وما حدث بها، لم اقوي حتي علي تقبل الفكره، لما اعطي تلك الفتاة كل هذه الاهميه، ولما افكر فما قالت، ماكان يجب أن انصت واذا حاولت التحدث معي مري اخري ساوقفها.منذ مجيئي وأنا اتأمل مقعدها لكنه خاليا كما كان في الأيام السابقه، تري غضبت لأنني لم اقل واحده في تلك المره، تري عرفت أننيساوقفها ان حاولت التحدث معي، ولكن كيف؟، تري لم تكن موجودة من الأساس، ماذا لو لم تكن موجودة حقا؟ ماذا لو انها وهم من صنعوحدتي؟ لا اريد ان اصاب بالجنون يكفني حزني، أهذا عقاب لأنني رفضتها، ارجوكي أظهري لمره واحده لكي اتأكد من حقيقتك.ان لم تأتي اليوم أيضا سأرحل ولن اعود مره اخري، يكفيني هذا الحد.
لمحتها، انا اكيده من اني رأيتها، يجب اعود لكي أضع حدا لهذا الوهم، اما يصبح حقيقة او يدفن في ذلك المكان،انها حقا هي، هل كانت تأتي طوال الفتره الماضيه ولم الاحظ وجودها بسبب تغيير مجلسها المعتاد، هل تعمدت فعل ذلك، كفي... يجب أنأذهب إليها واتأكد من انها حقيقه.مرت بعض دقائق وانا أقف أمامها بلهاء، كنت أتوقع أن تتذكرني ولكنها لم تفعل، يجب كسر ذلك الصمت اللعين،.ما اسمك؟لم تقل شئ، بالطبع لن تفعل، اعلم انه توجد الكثير من الكلمات ولكني ظننت ان هذه الكلمات ستساعدني لكي اتأكد من انها ليست وهم،اعادت السؤال مره اخرى ولكنها تمسكت بتلك النظره لذلك غيرت طريقه السؤال فاشارت لنفسي انا ادعي زاها، ماذا عنكيفجر، لم تقل سوي هذه الكلمة،هذا اذا ما يدعي سخرية القدر، أو ربما لم يشاء القدر ان يسخر مني فقط أراد ان يذكرني بمعركتي اليوميةالتي يعد الفجر فيها علامه البدايه،
. من انت، ولما قلت لي تلك الكلمات؟..قلت لكي تلك الكلمات لأنك ارادتي سمعها، اعرف جيدا معني ان يملأ قلبك وتصنع الدموع حاجزا بينك وبين العالم فلا تعودي تريشيئآ، لقد اصيبت بالسرطان في أول الأمر أصبحت لا اري شئ سوي السواد ونسيت طعم الحياة، ولكن امي أعادت الالون مره اخريوأعطت لحياتي طعم، لذلك عندما اصيبت به للمرة الثانية تمكنت من هزيمته رغم مدي قربي تلك المره من الموت، منذ ايام ليست قليلهعرفت ان المعركه قد تجددت، ولكن هذه المره الموت نهايه أكيدة. ستعيشين هذه المرة أيضا، فلا احد يموت والأمل يملأ عيناه.. لا علاقه للأمل بالحياة، فإننا نموت عندما نغلق كتاب الحياة ونضع نهايات الحكايات، فلا احد يموت قبل أن ينهي دوره لا من وجهةنظرنا نحن بل من وجهة نظر الحياة. قصتك مليئه بالأمل ولكن .....اكملت كلامها كما لو لم أكن اتكلمالسرطان هو معركتي اما قصتي هي ما عشته من قبله ومن بعده، قصصنا هي مجموعه احداث لا يمكن الاكتفاء بحدث، أساسا لا يمكنلحدث واحد ان يشكل قصه انسان، ما نعيشه هو كل يوم يجعلنا أصحاب قصص.
بدات أشعر ان كل هذا ليس صدفه، بدأت تلك الفتاه تشعرني بالقلق والتوتر وكعادتها تجاهلت صمتي وأضافت بعض الكلماتانا لست الشخص الذي يعطي الكثير من النصائح مع ذلك اريد ان اقول لكي شيئآ اخيرا، في كل ما مررت به وجدت عائلتي بجانبيورغم انهم لم يكثرو في الحديث اعلم ان ألمهم اكثر بكثير من آلمي، لذلك عليك امضاء وقت أطول مع عائلتك فكلما أتيت الي هنا اريانك هنا بالفعل و مهما طالت فترة بقائي أغادر قبلك، أرادت فقط أن أقول لكي تلك الكلمات فموت حولنا فكل مكان، اكثرنا حظا من يمهدالمرض الطريق له و أسوأنا من يسرقه الموت بحادث او ما شبه ذلكمن يسرقه الموت بحادث، صمتت بعد ذلك جميع الكلمات وتكلم الندم، حادث كل شئ كان حادث، كيف يمكن أن تكون بتلك المهاره فياختيار الكلمات، لو لم يكن عنادي هو البطل في تلك الليله، لو لم أصر علي الذهاب الي ذلك المكان، قال لي انه مستعد للذهاب معي الياخر العالم في اي يوم ولكن في تلك ليله يريد مكان قريب، لم اقود السيارة في تلك الليله ولكني قمت بقيادة الأحداث، أصريت عليالخروج، اخترت مكان بعيد رغم انه تعبه الذي لمح به مئات المرات، تجاهلته وتجاهلت ما يشعر به، و تسرعت بالاحتفال في طريقالعوده حتي جاء الموت مسرعا ليأخدة منيكل شئ داخلي تغير بعد ذلك اللقاء بعدما واجهت حزني لأول مره،أصبحت انتظر الفجر لاتذكر تلك الفتاة واتذكر وعد الحياة بالأملالمتجدد الذي كان رشيد دائما يشير اليه،لا أصدق ان رؤيته كانت تزعجني فقد أصبح يبعث السلام في داخلي، لم يعد شئ كما كان في
السابق، تخلت امي عن الدقائق التي كانت تقفها امام باب غرفتي علي امل ان اطلب منها شئ، وتوقفت حور عن الكلام، حور التي لمتقف يومآ عن الكلام توقفت بعدما صرخت في وجهي، قالت كل ما عندها دفعه واحده، قالت إنها قد ملت، لقد فعلت كل ما بوسعها قالتكلمات كثيرة لم تخطئ في واحدة، كانت محقة أردت أن ارتمي في حضنها وابكي ولكن ضعفي وكبريائى منعاني، تجدد حزني لكن هذهالمره لما سببته لمن حولي، اريد ان أعود كما كنت قبل المرور بكل ذلك، كنت اعتقد انني امسك بزمام المعركه واتحكم في الأحداثولكني فقدت كل شئ، وعاد الحزن يتربع علي العرش لفقدان نفسي هذه المره، لا أعرف طعم النوم ونارا بداخلي لا تهمد كانت كل اللياليصعبه الانقضاء ولكن هذا الليله كانت اشدهم فلقد اتي معها جميع الذكريات لم تترك واحده وكان الوضع يزداد سوء كلما غفلت عيناي لمأعرف كيف انقضت تلك الليله الا عندما اتي الصباح ورأيت حور بجانبي لقد أدخلت السلام الي قلبي، جلست اتأملها وما أن استيقظتحتي استقبلها بابتسامه شكر، عن الايام السابقه، وعن تلك الليله،كسر البكاء صمتنا وعاد الشعور بالامان عندما أمسكت بيدي، كانت محقهكل شئ سيمر. إن كانت آخر صفحات رشيد ان يجعلني سعيدة فما الذي أفعله انا، سأكون سعيدة كما اراد ولن اسمح لصوت حزني انيعلو علي صوت الحياه مجددا.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات