إنه لمن الجيد عدم معرفتنا بجميع الأشياء، فالجهل أيضًا له سحر خاص.

الجهل له سحر خاص









(وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا )

آية حفظتها عن ظهر قلب منذ الصغر، واتخذتها كدعوة مرافقه لي ، وكلما كبرت أكثر وكلما أضُيف الي ربيع عمري أعوامًا، ازداد ايماني بتلك الآيه وازداد تقديري للعلم وكرهي للجهل، ومع زياده نضجي كانت أمي تُسمعني تلك العباره التي مرارًا ما لجئت لها في كتابه موضوع تعبير في امتحانات اللغه العربيه

" العلم نور، والجهل ظلام " لكن ما لم اعلمه ابدًا أنني سأكون ممتنه للجهل يومًا ما.









نعلم جميعًا أن معرفتنا بالأشياء تهون علينا الكثير، تجعلنا نعرف الطريقه المناسبة للتعامل معها، وتمنحنا حق اعطاء رأينا بها، كما أنها تساعدنا في الإجابة علي علامات الاستفهام الموجوده بعقلنا، تطور في شخصيتنا، وتضيف لنا الكثير، لكن موضوعنا اليوم سيكون " جهلنا ببعض الأشياء ماذا يفعل؟"










تخيل معي أنك قد ذهبت لرحلة ما، وزورت دولة تظن أنك قد درستها جيدًا، لكن اثناء زيارتك لها تتفاجئ بشئ لم تكن تتوقعه بالمره، فعلي سبيل المثال قد سَمِعتُ مره في أحد البودكاستات، عن تجربه لفتاة ما خضاتها اثناء دخولها الي البحر للتجديف في رحلتها لإحدي الدول، واثناء التجديف عاشت ظاهرة بحرية تدعي بالبلانكتون أو ظاهرة الطَوْح ، عاشتها ولم تكن تعلم عنها اي شئ من قبل، ووصفت الأمر بأنه كان مريب وجميل في آن واحد، رأت البحر ازرق مشع، ويزداد الضوء فيه اكثر مع الوقت، كما قالت ايضًا أنها قد شعرت بمشاعر متخبطة كالخوف، والشجاعه، والذهول، وعدم التصديق، وفسرت ما تراه علي حسب اعتقاداتها الخاصه.

فقد ظنت أن النجوم قد وقعت في البحر، أو انها تعيش في حلم، لكنها افاقت علي الواقع في النهايه عندما عادت الي الضفه، وعملت بحقيقه ما عاشته.









في الحقيقه ليست ظاهرة البلانكتون هي موضوعنا الأساسي، لكن موضوعنا هو " لو كانت تلك الفتاه تعلم بشأن البلانكتون هل كانت ستعيش هذه المشاعر؟ هل كانت ستتعجب الي هذه الدرجة، وهل كانت ستكون هذه التجربه ذكري غير منسيه بالنسبة لها؟ "

اعتقد ان الإجابة ستكون لا، فلولا جهلها بهذه الظاهره لم تكن لتعيشها بكل هذه المتعه.

إن كانت تعلم بشأنها مسبقًا لم تكن لتخاف، كانت ستدرس الأمر بطريقة تقليديه، وتسعد لأنها عاشته، لكن الجهل جعل للأمر سحرًا خاصًا ،ففي هذه المره قالت الفتاه انا ممتنه لجهلي بالأمر.








وبعيدًا عن هذه التجربه يمكننا قياس الأمر علي الأشياء الصغيره الموجوده في حياتنا، كذهابنا للملاهي، وتجربتنا للعبة ما للمرة الأولي،كقراءتنا لإحدي الروايات لأول مره ومعرفتنا بأن هنالك عالم آخر ينتظرنا داخل الكتب، كأول يوم لنا في الجامعه، واول يوم نحقق فيه نجاحنا الخاص….









نعم هنالك العديد من الأشياء قد قمنا بتجربتها، وهنالك أشياء آخري سنجربها، لكن مشاعر أول مره في كل شئ تكون مختلفه، فمن المتوقع أن تقرأ كتاب آخر، وان تذهب للجامعه مرارًا، وان تحقق نجاحات آخري لكن اليوم الوحيد الذي لن ننساه هو اليوم الأول، الذي خضنا فيه التجربه عن جهل لأول مره.







ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات أن تكون ندّاً.

تدوينات ذات صلة