يشتهر في بلادنا المثل الذي يقول:"العِرق دسّاس" ولا أعلم إن سمع به أهل الوراثة أم لا
يشتهر في بلادنا المثل الذي يقول:"العِرق دسّاس" ولا أعلم إن سمع به أهل الوراثة أم لا لكنني أراه مناسباً جداً لاستخدامهم.
أحب علم الوراثة، أعلم جيداً أهميته في فهم الأمراض وعلاجها والوقاية منها، لكنني أحبه لسبب آخر.
علم الرواثة يقص القصص، يخبرك عن أشخاص ربما لم تقابلهم يوماً لكنهم صنعوك، أنت هم، تشبههم، جيناتك تعرفهم حق المعرفة.
أَتَذكُر حديث جدتِك في جلسة العصر بعد أن تم توزيع أكواب الشاي على الجميع؟ أَتَذكُر عِظَم المفاجأة حين علمت بأن والدك الذي يخبرك بشكل يومي أن تتعقل وتدرس كان مثلك تماماً ووفقاً لقول الجدة: "طالع لابوك لا رحت ولا جيت".
تخيل إذاً حجم المفاجأة - التي أرجو أن تكون سعيدة- لو علمنا كيف وأين عاش كل من كوننا؟ بل تخيل لو عرفنا ماذا أحبوا وماذا كرهوا، ألوانهم المفضلة، إلى من منهم يرجع لون عينيك الذي أُخبرت مراراً بأنها خليط بين العسلي والأخضر لم يتكرر في أي من أقرانك في الأسرة؟.
القصص، الوراثة، العِرق الدسّاس، لا يهم الاسم، المهم هو أن نتفاجىء ونحمي هذه المفاجأة لمن يلينا، نلبس بعضاً من ملابسهم، نغني بعضاً من أغانيهم، نأكل الكثير من أكلهم، نتقدم ونتطور لكن نحافظ دائماً على ذكراهم ولمسة جمالهم الذي أصبح جمالنا على هذه الأرض.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات