حَدث عالمِي يَنتظره عشَّاق البُن مع الفنَّانة المُلقبة بـ "الحِنطيَّة"

أحمد البطران

تَستعِد المُطربة حبَّة هيل لإحياء حَفل جَماهيري فخِم حيثُ تلتقِي فيه مع أعضَاء الفِرقة بعد انقِطاع قصير تسبَّب بِه زنجبِيلٌ اختلَس نَظرة غير شرعيَّة واختَار أن يختلِي بالقِرفة السَمراء أثناء تأدِية بروڤة الطاحُونة لتجربَة جَودة الأداء قبل السَكب أمام الجُمهور.

ارتِباك بَسيط وتوتُّر يعُم المَكان بِسبب جِديَّة المحماسة مع منافِستها الطاحُونة، بالمقابِل هُناك تَرصُّد من بعِيد بينَ رفقاء الدَرب وأصحَاب المُنافسة الشرِيفة مِمن يَختبئ إناء الكيل ومَن يضع لمسات المِهباج النِهائية على أرض القمقوم.

الطَرب ليس مُستعار هنا، بل بالفعل هو حَقيقة تُبيِّن نِزاع دون صِراع، والذي قد يَظهر على صَفحات الأهبَار أو ربَّما بُرهان قد يدُل على طريقة تسلُّط الأحبَار بما لا يَحلو لهم من اختِيار زينَة تُنافِس الحِنطية حتى لو كانت أطرافُها من الأصفَار.

يُقام الحَفل عادةً بِقيادة مايسترو مَعروف بالوسط البُنِّي والأمسِية قد تكون مَزيجاً من الإثارة فاتِحة اللون دون التأثُّر من الاحتِراق الداخلي بِسبب الحسَاسيَّة بين أطراف نِزاع طالما أثبت حُضورهم ملكيَّة في التربُّع على عرش المَوائد الشرقيَّة.

طُقوس تسبِق الجلسَة، خِلافٌ مَا يُبعثِر التنظِيم، وتَخبُّط بين من يحضر دائماَ بالوقت الضائِع مُحاولة في حجز أولوية واحتِواء المَوقف ليظهَر الجمِيع أمام الجُمهور في أهبة الاستِعداد بعد أن كانَت النَجمة الحِنطيَّة قد احتفلت بالعدِيد من الحفلات الغنيَّة مرَّات عدِيدة قُبَيل طرحِها المَذاق المُتجدِّد أمَام مُرتادي الجَلسات أصحَاب الصَخب والنَخب مِمَّا يَتماشى مع الأحداث العالميَّة ويزيدها دفعة ورفعة بالأعلى تارة وإلى الأسفل تارة أخرى.

إنه "القمقوم" يا سَادة، يحضر متأخراً كعادته، وبالرغم عن كلِّ ذلك يُرَحَّب بِه دائماً لقُدرته على احتِضان الجَميع فالقلب يَتسِع لأهل الغمرة والقمرة من مُحبِّي الحِنطيَّة والتي طالمَا كانت ترسُم الابتِسامة والرضا التام عن كلِّ أداء قامَت بِه وأهدَاف قد لا تكون مَاديَّة على قدر أنها تنطَوي تَحت نقابة الجَلسة العربيَّة.

في حديث جانبي معها ومُحاولة التَعرف أكثر على صاحِبة السِر بالحضور، تمتَمة بسِيطة لكَشف التَفاصيل، لكنَّها رفَضت الكشف عن اسمها الحَقيقي لحسَاسيَّة الموقف، واستِمرارية في مُراقبة ما يَدور تحت الغطاء المَستور إلَّا أن تَنازلاً بَسيطاً بعد عَناء التحميص لعِب دوراً كبيراً في محاولات الكر والفر.. تسَاوي الدق والدقيق على أسبَاب كثِيرة وصلت بالكثير إلى نشفان الريق.


نَصّ

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات نَصّ

تدوينات ذات صلة