في عصر هذا النظام .. نحن أكثر من نحتاج أن تتعلم الحب والمسؤولية الأخلاقية

نظام عالمي يقتل الجميع ولا يُقتل ..

يعزز من الانقسام بين الجموع ولا ينقسم ..

يُسقط الأفراد واحدا تلو الآخر ولا يسقط ..

نظام قاسي فاسد معطل لا يصلح لحياة بشرية طبيعية

لا أحد قادر حتى على إيقافه ..

الأفراد مجرد مسمار في السفينة العظيمة

هم وقود هذا النظام الذي لا يتعب بالتحكم بهم جميعا

حتى يصبحوا هم الضحية والجلاد في آن ..

وقلة فقط يتنعمون بالامتيازات وجنان الله على الأرض

فيا يُحرق البقية يوميا في تفاصيل قضاياهم وجحيمهم الذي لا ينتهي

نظام ينهب خيرات الأرض ويرمي بالفتات للجميع

يبرمج الجميع على أن يكونوا مستهلكين فقط لا مستثمرين

يوصلهم لمرحلة يصبح الجميع مستعد لنهش الآخر حتى يحصل على حصته

يتحكم بالناس عبر الخطب الدينية والوطنية الخالية من أي روح إنسانية أو منطق بشري صحي طبيعي .. يغسل أدمغتهم حتى يصبحوا مرددين لخطابات وشعارات وقضايا قابلة للطي والنسيان والتغيير في أي زمن ولحظة

خطب لا تعمل إلا على تقسيم الناس لأعراق وقبائل تتناحر لا لتتعارف..

يعظم التصدع في العلاقات بين البشر

صراعات لا تتوقف بين البشر قائمة على الاختلاف فيما بينهم بناء على ألوانهم ومعتقداتهم التي زجت في أدمغتهم، وصلواتهم التي حفظوها عن ظهر قلب، وبقعهم الجغرافية التي لم يختاروها أساسا .. بل لسخرية القدر لعلها أشبة بلعبة نرد شاءت لهم ذلك فقط.

نظام يعزز الخوف لديهم والترهيب من الإرهاب والمرض والفقر والعطش والعوز، حتى استطاع أن يخلق أمراضا نفسية لم يعهدها الإنسان الأول أبدا ..

أمراض روحية أشد خطرا وفتكا على الشخص والمجتمع من الأمراض الجسدية حتى.

نظام يصنع من المدارس أماكن للتجهيل لا للتعليم

المعلومات مشوهة وغير كاملة .. أنصاف حقائق .. وأنصاف معلومات

وغسيل الدماغ مستمر إلى يوم الدين.. يعلم الأساطير على أنها حقائق والحقائق على أنها مشكك بها وأكاذيب ..

المناهج لا تعلم الفرد ما يحتاج فعلا تعلمه .. ولا ما يعينه في رحلته في هذه الحياة .. ولا حتى ليرتقي بنفسه لبعد أفضل ماديا ونفسيا وروحيا وأخلاقيا ..

لكن ..للأسف .. هناك الملايين من المبرمجين في كل الأحوال للتدمير والقتل ولإسقاط أنفسهم ودول كاملة في أي لحظة ..

لقد نجح هذا النظام على أي حال في سلب أرواح الكثيرين وتحويلهم لأداة تخريب تدمر نفسها ومن حولها.

ما عاد الأنبياء يُرسلون .. وكأن الكون فقد الأمل منا بطريقة أو بأخرى ..

مع أننا أكثر ما نحتاج للإرشاد والتنبيه والتعليم والصحوة في هذا الزمان ..

لكن حتى وإن جاءوا الآن .. أعتقد سنصلبهم ثانيا وثالثا وعاشرا .. وسنرميهم بالحجارة وسنتهمهم بالجنون وسنلقي بهم في البحر ..

في عصر هذا النظام .. نحن أكثر من نحتاج أن تتعلم الحب والمسؤولية الأخلاقية .. نتعلم السؤال والشك والتحليل .. نتعلم فلسفة الفيزياء وليست فقط معادلات جافة قاسية .. الناس تحتاج أن تتعلم كيفية الاستثمار لا التدمير.. الناس بحاجة لتنوير روحي وأخلاقي قبل علمي ومنطقي..

الناس تحتاج أن تلاحق شغفها أكثر وتتوقف عن السرقة والسلب أكثر ..

أن تتعلم كيف تكون ذاتها وتعبر عن روحها بحرية .. وتتوقف الإدعاء المزري..

تحتاج للعلم لا للجهل .. للنور لا لظلمات الشياطين ..

الناس تحتاج للإيمان لا لعبادات جافة خالية من أي جوهر وروح

لتسأل لا ليُحرّم السؤال ..

ليشككوا ويبحثوا بأنفسهم لا أن يتم زرع الرعب والإرهاب في قلوبهم من الاستفسار والسؤال

الإنسان يحتاج أن يستخدم عقله أكثر .. حتى لا يخنع .. حتى لا يكون أداة ضعيفة مهددة بالزوال والاستبدال بسهولة.

أن يشكك بوطنه ودينه وانتمائه وحبه وإيمانه وعقائده حتى ولو لمرة واحدة في حياته ..حتى يصل لملاذه بإراداته وكامل موافقته.. حتى يصل لإجابة مقنعة وليس ما وجدوا عليه آباءهم..

{وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير}

لا بأس بكل ذاك .. الطريق أمان .. والوصول بالنهاية سيكون للجنان على أي حال .. الله بانتظارهم .. فالجوهر من الرحلة بالطريق لا بالوصول ..

الجوهر كان أساسا بالسلام لا بالحرب والصراع

الجوهر كان بإيجاد الله لا الشيطان

الفكرة كانت بالحب لا بالكره

ونحن حدنا كثيرا عن الطريق

لعلهم يتفكرون

ربا عياش

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ربا عياش

تدوينات ذات صلة