أشارت الكاتبة في هذا المقال إلى منهج سقراط التعليمي وعدم تأييده للكتابة.

شريفة المقيليب

يعتمد سقراط في منهجه على الحوار والجدل بين الأفراد، حيث يعتقد بأنها الطريقة المثلى للوصول إلى الحقيقة والمعرفة، إذ كان يقوم بطرح الأسئلة والإجابة عنها بغرض تحفيز الذاكرة واستعراض الأفكار والتفكير النقدي.

لذلك كان سقراط من الفلاسفة غير المؤيدين للكتابة، حيث كان يعتقد بأن الاعتماد على الكتابة سوف يُميت الذاكرة؛ وكان يرى بأن القراءة ستدفع الباحثين والطلاب للتفكير بأنهم حصلوا على المعرفة في حين أنهم حصلوا على المعلومة فقط.

في محاورة "فيدروس " -التي كتبها أفلاطون على لسان سقراط- يحكي سقراط قصة آلهة مصرية اسمها تحوت، مكتشفة الحروف الأبجدية، وماذا قال الملك الإله المصري "آمون" (تاموز باليونانية) لتحوت عن هذا الاختراع.

"هذا الاختراع سينتهي بمن سيعلمونه إلى ضعف التذكر لأنهم سيتوقفون عن تمرين ذاكرتهم. سيثقون بالحروف الأبجدية الخارجية المكتوبة ولن يتذكروا بأنفسهم. إنك لم تجد علاجاً للذاكرة، ولكن للتداعي… أما بخصوص الحكمة فإن ما قدمته لتلاميذك ليس هو الحقيقة بل مظهرها، فهم حين يتجرعون بفضلك المعلومات بغير استيعاب يبدون قادرين على الحكم في كل شيء بينما هم في معظم الأحيان جهلة لا يمكن تحملهم ومن ثم يكونون أشباه الحكماء من الرجال لا الحكماء “

ثم أشاد بمنهجه بقوله:

" أليس هنالك نوع من الكلام أفضل بكثير من هذا النوع وله من القوة ما هو أعظم وأبعد؟.. إنه ذلك الحديث المصحوب بالعلم المنقوش في نفس الرجل الذي يدرس، إنه الحديث الذي لا يقوى على الدفاع عن نفسه، وهو الذي يعلم لمن ينبغي أن نوجه الكلام ولمن لا ينبغي أن نوجهه… حديث حي ذو نفس"

تأييد سقراط للتعليم الشفوي كان بحجة أن الأحاديث ستظل متجددة ومزدهرة وذات روح، على عكس الكتابة التي اعتبرها لغرض التسلية أو لكي يحتفظ بها صاحبها لنفسه على أنها كنز من الذكريات ينتفع بها حين يبلغ الشيخوخة.


نَصّ

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات نَصّ

تدوينات ذات صلة