[ عن ماهية الشعور ؟ ما هو إلا اختراق حاجز قلبك ، ستمر الحياة و قد يحدث أن تمر السعادة أيضا. ]
يميل الإنسان بطبعه و في سعيه خلال رحلة الحياة للبحث عن السعادة ، و جعلها تتخلل حواسه و جوارحه ما استطاع.
دون أن يتساءل لبُرهة ؛ ماهي السعادة ؟ كيف يبدو شكلها ؟
لا انفك أُفكر كم تُكلفنا السعادة - باعتبارها موجودة لحد الآن - و يقابله إستفسار آخر : ماذا بعد السعادة ؟
صراحة ! اراها الشعور الهفوة، لحظة الانتقال من حزن عميق نحو الراحة دون كاهل مثقل باللوم و لاالعتاب، مجرد تجميعية مواقف من المخ يتراقص القلب على وقعها و يخدع ذاته. وقعها صعب مما يُنصبها إلها للمشاعر بتلك العظمى التي تُغير ملامح أحدهم بمجرد سماع اسمها .
شخصيا لا أراها بتلك العظمى ، و أؤمن لحد ما أنه لا وجود السعادة و إلا لما اكتسبت هذه الحياة مغزى و لا كان للوجود سبب ؟
ها قد حصلت على ما أسماه البشر السعادة ، ها انت اليوم سعيد و ماذا بعد ؟
قد يُسقط قارئ ما عليا لباس الحزن ، يقول أنني أغوص في دوامة الكآبة و لرُبما تمكن مني اليأس لدرجة كبيرة.
لكن عقلي لم يصدق كذبة السعادة ، تترهل احاسيسي بسهولة بين الفينة و الأخرى ، و إن حلقت بأجنحتي في سماء هذا العالم ، اثق أنني لن أجدها.
جليا و من أعماقي، لم يسبق لبني آدم أن حصلوا على السعادة في معناها الضمني بل ما عايشوه أقرب بشعور وهمي مختلف عن باقي المشاعر ، ارسله الدماغ في لحظة هدوء عابرة ، زائلة لا محالة .
هناك احتمال وارد لتنوع المواقف و تزامن الإحساس و لربما سبب آخر يجعل السعادة غير موجودة .
ما دمنا نعيش، نحارب كل يوم نحن لم نحصل على مانريد ، نحن في طريق البحث.
اليوم سأقول انا غير سعيدة و حتما غدا ستتغير مقولتي تبعا بمشاعري، في هذه اللحظة بالمقابل يحتفل آخرون بشعورهم بالسعادة و إن سألتني عن رأيي سأقول : أنهم يحتفلون بالوجود، عيونهم تلمع ، يتنفسون و هم على قيد الحياة . فقط !
لدي يقين خاص ، يدفعني للاعتقاد أن سعادة المرء تتمثل في عدمها ، ما يجعله دائم السيرورة في دروب الحياة دون أن يهاب تفويت لحظة الاصطدام بالسعادة ليس لأن الطريق لا يحملها بل لأن الفلسفة بداخلي تُطلق صدى يُردد ما حييت أنه لا وجود للسعادة.
لا أهتم غالبا بكون الأشياء نسبية أو مُطلقة بقدر اهتمامي بكونها حقيقة .
إيماني ينبوعه الملموس و تقلقني إمكانية ان تفلت من بين يدي الأشياء، ان ترتجف في لحظة الإضطراب و تسقط مني .
نحن نعيش اللحظة و اللحظة تولد السعادة - لمن يؤمن بها - مرة واحدة حتى لو لم ننتبه لذلك .
هذه المرة سأقول بملئ فمي ، إنني كافرة ، أنا أكفر بالسعادة و كل المصطلحات و ما خرج منها .
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات