تشير الكاتبة في هذه التدوينة بشكلٍ مختصرٍ إلى مفهوم المفارقة في الأدب، وتضرب على ذلك أمثلةً لقرَّائها.
أفنان الشمراني
ادعاءات متناقضة في الجوهر؛ لاختبار حدود الفهم بين المنطق وما هو معروف.
التعارض بين المعتقدات والتوقعات
المفارقة هي التعبير عن الأفكار التي تتعارض مع التوقعات أو المعتقدات القائمة؛ حيث تبدو متناقضة للوهلة الأولى، ولكنها تكشف عن حقيقة أعمق كلما طالت مدة النظر فيها. ومن هنا تأتي القيمة العميقة التي تخلقها المفارقات لبعض الأفكار؛ حيث لا تتجلى إلا بالتفكير العميق فيها، فتتضح لنا حقائق مخبأة تصاحب شخصية أو موضوع أو فكرة معينة.
فك تشفير المفارقة
استخدم المؤلفون المفارقات في أعمالهم لقياس الحكم البشري على مدى قبول أو صحة بعض الأفكار، وكما يقول أوسكار وايلد في كتابه The Picture of Dorian Gray، "المفارقات هي طريق الحقيقة؛ لاختبار الواقع يجب أن نراه على الحبل المشدود". ويُشاع استخدامها أيضاً بين الأدباء بغرض ترك تساؤلات دائمة في ذهن القارئ لاكتشاف تعدد المعاني كلما تعمق في النص الأدبي؛ مما يدعو إلى الانغماس في استخدام المنطق والبحث عن المعنى الخفي.
المفارقة بين سطور الأدب
من أبرز ما جاء في باب المفارقات في الأدب هي رواية مزرعة الحيوانات لجورج أورويل، فيقول في روايته بأن "جميع الحيوانات متساوية، لكن بعضها أكثر مساواة من البعض الآخر"، فقد خلق المفارقة بهدف بيان عبثية الحرب والأنظمة التي تدعي المساواة بينما تقوم على عكس ذلك وتمنح الحق والقوة لأفراد مخصصين.
ما هي رغبتنا الحقيقية؟ البحث عن التأثير الأدبي أو الحقيقة؟
بالرغم من رغبة الإنسان الملحَّة لإيجاد الحقيقة وسعيه الدائم نحو الوضوح، إلا أن هذه الرغبة تتداعى وبطريقة ما أمام ما يجده من متعة في البحث عن المعاني الكامنة للمفارقات في الأعمال الأدبية وما تتركه من أثر ماتع؛ وهذا ما يميز المفارقة ويجعلها تلعب دوراً بارزاً في الأدب.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات