تدوينة فلسفية تعطي رؤية عميقة حول منع حرية الإرادة، التي تعتبر مصدراً للشر وذلك راجع الى طبيعة البشر واختلافهم، لذلك يجب منع البشرية من تدمير نفسها.
الإرادة الحرة "شر من الشرور":
هناك الكثير من المعاناة في العالم، والكثير من الكراهية وعدم المساواة والجهل. وسبب كل هذا الشر ليس أكثر من البشر أنفسهم وإرادتهم الحرة المزعجة، كان هوبز على حق في كل ما ذكره عن البشر في كتابه " اللفياثان". فنحن أنانيون، نرجسيون، عنيفون، نسير بسهولة على الآخرين لتحسين أنفسنا، وبينما حبنا انتقائي، جشعنا لا يعرف حدودًا. ناهيك عن الفوضى التي يتسم بها كل شخص لديه عادات مختلفة لتنظيف أسنانه. عندما يكون الناس قادرين على فعل الكثير من الأخطاء عن طيب خاطر، ألا يُبرر إزالة هذه الإرادة الحرة بأي وسيلة متاحة؟
قد يشمل الحل مثل معسكرات إعادة التعليم في سنجان، الدولة البوليسية، الرقابة، ومعسكرات الاعتقال النازية لأولئك الذين يقاومون السابق - المعتاد. إذا كان هناك عالم مجنون أو مضطرب، فإن التنويم المغناطيسي الشامل و السيطرة على العقل هما أيضًا خياران مفيدان لتحويل الجميع إلى قوارض ساذجة مطيعة تسهل السيطرة عليها بشكل كبير. في الحالات القصوى، سيتضمن تدمير الشخصية وإنشاء عقل خلية ( معنى عقل خلية هو كيان نظري يتكون من عدد كبير من الأشخاص الذين يشاركون معارفهم او آرائهم مع بعضهم البعض، وينظر إليهم على أنهم ينتجون توافقا غير نقدي او مطابقة دون تمحيص ). وثمة عنصر متكرر لليوتوبيا الذي يبرر الوسائل وخطة الشر المثالية للسيطرة على العالم، كثيرًا ما يبرر ذلك "المتطرف حسن النية" أو "المجرم صاحب البصيرة" الذي يرى أن لديه هدف نبيل وراء ارتكاب الفظائع ( لأنه بكل بساطة يعتقد يفخر انه يعرف الأفضل) أو فارس من فرسان الهيكل على أنه تضحية صغيرة. إذا كان ذلك يعني نهاية الصراع، مضاعفة مستوى المعيشة بأربعة أضعاف، والقضاء على عدم المساواة ، والفقر ، والتمييز ، والكراهية ... ألا يستحق الأمر؟
الرد البطولي المعتاد من شخص ما هو: "لا أريد أن يقال لي ماذا أفعل"- "متݣولياش أشنو ندير"، من جهة اخرى، قد يتفق صاحب الإرادة الحرة في عدة نقاط مع الذي يرفض حرية الإرادة، معترفاً بأن البشر معيبون، فمن المرجح أن ينجذبوا لإساءة استخدام إرادتهم الحرة في الأعمال السيئة. لكن مكامن الخلل تكمن في أنهم بشرا، فقد تم تأسيسهم على ثنائية الخير والشر. وإذا تم تقرير القضاء على تلك الشرور، فإن ذلك لا يجعله قرارا جيدا على الفور ... حيث سيبدو رافضوا الإرادة الحرة وكأنهم يفتقرون إلى التحمل والإيمان تجاه الإنسانية تماما، ولا يريدون تصديق الإمكانات الجيدة للبشرية مهما كانت صغيرة. بالطبع، نادرا ما يذكر لك المتطرف صاحب الهدف النبيل، سبب استحقاقه أن يكون على رأس هذا المجتمع الجديد باعتباره الشخص الوحيد الذي يبقى بإرادة حرة. إذا فعل ذلك، فتوقع منه أن يبرر ذلك بقوله أنه الأفضل تأهيلا لتقرير ما هو الأفضل للجميع. بغض النظر، إذا نجح، فسوف يخلق ديستوبيا استبدادية أو يصبح حاكم الخلية (أو الملك) لهذا المجتمع الجديد.
تجسد ر 1984 لجورج أورويل هذا الواقع المرير الفظيع، حيث تتم مراقبتك (إذا كنت عضوا في الحزب) ، والحكم عليك والتدقيق في كل مكان من قبل الأخ الأكبر ( الحاكم الغامض لأوشنيا الدولة الديكتاتورية) إلى الحد الذي لا تتمتع فيه بالخصوصية، وحتى مفهوم الإرادة الحرة يتم التخلص منه تدريجيا، حيث يتم تجميع جميع الأفكار التي تعارض الدولة تحت عنوان " جريمة الفكر"، و أولئك الذين يحتفظون بما يكفي من التفكير الفردي للتشكيك في النظام، متماسكون للاعتقاد بأنهم يتمردون ضده، فقط لتحطيم آمالهم (وعقولهم) من خلال التعذيب والاغتصاب العقلي ذو الطابع المؤسسي.
أيضا مانغا وإنمي مذكرة الموت، تجسد خطة لايت ياجامي لإنشاء عالم مثالي خال من الجريمة ( قبل أن تتدهور الأمور وتاخذ منحى آخر)، يمكن أن يكون الناس سيئين إذا أرادوا ذلك حقا، لكن دائما ما يتم دفع ثمن تلك الإرادة بالموت، بلا هوادة وبشكل فوري. أي شيء واي شخص يتعارض مع معايير لايت العالية - حتى في نهاية المطاف، تكون النوبة القلبية في انتظاره وايضا يتم تشويه سمعته لوقوفه في طريق العدالة " عدالة كيرا"
بقلم : أحلام أزوتار
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات