هناك مشهد متكرر في معظم أعمال تامر حسني، رغم أنه مهين وغير مضحك.
بداية أحب أن أوضح مدى إعجابي وتقديري لشخصية تامر حسني مطربا وممثلا وإنسانا، فهو نجم استثنائي يتمتع بمواهب متعددة، ويمارسها جميعا بنفس الاحترافية والنجاح، وأيضا هو إنسان استثنائي، متواضع وخلوق وخير ويبعث التفاؤل والحب في معظم أغانيه وفي كل حفلاته، وقد حباه الله أيضا بخفة الظل، ليمنحه كل مقومات النجاح ويجعله نجما ساطعا في سماء الفن العربي، وأعتقد أن جيلي كله يعشق هذا النجم الجميل، الذي جعلنا نحب ونضحك ونبكي مع أغنياته وأفلامه.
اعتدت أن أشاهد كل أعمال تامر حسني، حتى وإن عاب النقاد الفنيون على المحتوى أو الأداء، فدائما أجد في أعماله شيئا جيدا؛ ضحكة من القلب، نصيحة من نجم، أغنية ممتعة، لابد أن تجد شيئا جميلا، ولهذا فأنا حريصة دائما على متابعة أعماله، منذ أيام كنت أشاهد فيلم البدلة الذي عرض على إحدى قنوات الأفلام، وكانت هذه هي المرة الرابعة أو الخامسة التي أشاهد فيها الفيلم، عمل كوميدي رومانسي جميل، ترى فيه تناغما وكيمياء رائعة بين تامر وأكرم حسني، ولفت نظري هذه المرة مشهد يتكرر في معظم أفلام تامر، يسخر فيه من المطلقة التي لا تستطيع العيش بدون رجل! ليس هذا فحسب بل هي تخشى من الوقوع في المحظور بسبب "الوحدة" التي تعيش فيها!مشهد مهين ومقزز يكرره تامر حسني في معظم أعماله، تظهر فيه سيدة جميلة -ولابد أن تكون مطلقة وليست أرملة أوفتاة غير متزوجة- ترتمي في أحضانه باكية، وهو يمثل التعاطف حتى يستمتع بهذه اللحظة، مشهد سخيف ومتكرروغير واقعي ولا يليق بنجم محبوب.
الحقيقة أن تامر حسني ليس النجم الوحيد الذي يظهر المرأة المطلقة بهذه الصورة المخزية، هو فقط لفت نظري لأنني أتابعه دائما ولأنه يكرر هذا المشهد في أعماله، الواقع أن هذا الدور مألوف منذ زمن بعيد في السينما المصرية والدراما أيضا، امرأة جميلة مطلقة تعاني "الوحدة" فتمارس ألاعيبها على كل الرجال حتى تحصل على أحدهم، ولابد أن يكون الأداء مبتذل تقوم به نجمة إغراء حتى يستمتع الجمهور، على الرغم من أننا كجمهور اكتفينا من هذه الكلاشيهات التي أصبحت مستفزة وليست مضحكة أو "مثيرة".
هل يعلم صناع السينما أن نصف نساء هذا المجتمع هن مطلقات مكافحات، ليست لديهن رفاهية الشعور بالوحدة أو حتى التفكير فيها لأنهن يقمن بأدوار عدة، ويحملن على أكتافهن أعباء وأحلاما وآلاما وخيبات، إذا كان الفن مرآة الواقع حقا، فعليه أن يغير هذه الصورة النمطية المتخلفة، وأن يظهر الحقيقة ويكف عن إهانة المرأة المطلقة بدعوى الإضحاك أو البكاء أو السخرية أو "الإمتعاع والإثارة"، المطلقة سيدة قوية، ستجد أن خبرتها الحقيقية في تجاوز الألم، في تحقيق النجاح بعد الفشل، في استخدام الشدة والعنف باحترافية للتعامل مع السخفاء، وليس في الحب والجنس والإيقاع بالرجال "الأبرياء".
أتمنى ألا أرى نفس المشهد المبتذل في الفيلم القادم لتامر حسني، فهو مشهد محرج جدا -خاصة إذا صادف وشاهدته السيدة المسكينة وسط أولادها- وهذا بالإضافة إلى أنه غير مضحك من الأساس بل ويندرج تحت بند التنمر ضد فئة من النساء، ظلمها المجتمع والفن، وأصبحت تبحث عمن يناقش مشاكلها بواقعية وإنصاف واحترام.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات