قد تتشابه الدراما مع الواقع، فتعكس ما نخجل الحديث عنه..
منذ أيام بدأ عرض مسلسل الخائن، وهو النسخة المعربة من عمل درامي تركي يحمل نفس الاسم، تقوم ببطولته الممثلة السورية الكبيرة سلافة معمار، ويقوم بدور الزوج الخائن الممثل السوري قيس الشيخ نجيب، و يحكى المسلسل عن زوجة مثالية طبيبة ناجحة وأم لطفل واحد تنعم بحياة مثالية، ولكن للأسف تكتشف بالصدفة خيانة زوجها، رغم كل ما تقدمه لأسرتها و رغم دعمها وحبها لزوجها إلا أنه و بدم بارد يخونها منذ عامين مع فتاة عشرينية دون أدنى شعور بالذنب.
تدخل الزوجة في صراع مع نفسها، هل تواجه الزوج أم تتحمل مراراة الشعور بالخيانة حتى تمر العاصفة بسلام، وبالفعل حاولت مواجهته ووعدته بأن تعتبر الأمر مجرد نزوة إذا اعترف لها بخيانته، ولكنه رفض الاعتراف ما اضطرها إلى مواصلة الإعداد للانتقام منه، و تمضي الأحداث..
الغريب في الأمر والنقطة التي أود التحدث عنها، هو شعور الزوج بأنه الضحية، وأن زوجته أصرت على فضحه لأنها تعاني أمراضا نفسيا، دون النظر إلى الجرم الذي ارتكبه في حقها وجعلها تتصرف دون وعي منها، و دون النظر أيضا إلى الفرص التي أعطتها له ليعترف بخيانته، ويبدأ الزوح والعشيقة في محاربة الزوجة بكل الطرق الممكنة باعتبارها المجرمة التي دمرت حياة هذا الخائن.
هذا للأسف رد فعل معظم الرجال الذين يفكرون بعقلية الضحية، كشكل من أشكال التجنب والهروب وعدم الاعتراف بالخطأ، بل ويتمادى في الدفاع عن نفسه بكل الطرق الشرعية وغير الشرعية، فيعتبر إهانة المرأة وإفشاء سرها ومحاربتها مجرد أسلحة مباحة لتدمير العدو الذي كان يوما أقرب إليه من أمه وأبيه.
وهكذا يصبح الجلاد ضحية، الأمر الذي يضاعف قدر الأسى، و بطبيعة الحال، ذلك الزوج لم ولن يكون هو الجلاد الوحيد الذي زعم أنه الضحية، و لو تحدثنا على نطاق أوسع، كم من زوجة تعرضت للخيانة دون سبب، نعم فأحيانا يكون للخيانة أسباب، ليظهر المذنب بعدها في صورة الضحية فتتبدل الأدوار و تصبح الزوجة المجني عليها هي الساحرة الشريرة في رواية أحدهم.
لست هنا بصدد تقديم المواعظ والحكم، فنحن جميعا نعرف أن موروث النصائح ما هو إلا كلام ممنوع من الصرف، ولكن أنا هنا لمحاولة مناقشة الأمر لأهميته الاجتماعية، فالخيانة من أشهر الأسباب المباشرة للطلاق، و من أهم أسباب العزوف عن الحب والزواج، وأعتفد أن بداية العودة للطريق الصحيح هي الاعتراف بالذنب، فباعترافك بخطئك مصحوبا باعتذار يليق بالإثم المرتكب فأنت تمهد جسر العلاقة مع الشريك، وقد يحالفك الحظ وتنجح في إعادة المياه إلى مجاريها.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
شكرا جزيلا لك سيدة نشوى .. بالتوفيق دائما 🌺🌺
أهلا أستاذة عبير.. هذا المقال كان في المسودات وعندما أكملته وحاولت النشر.. تفاجئت بأنه نشر بالفعل رغم المنع الذي يشمل الجميع.. هذا كل ما في الأمر.. تحياتي
لو سمحت كيف دونتي على ملهم مع إن التدوين متوقف حاليا ؟؟ وهل المنع لا يشمل الجميع ؟؟
وتحياتي لك ست نشوى 🌺