فِي الهِين والهَانة، «أمُون أو لا أمُون» تحكِي مُناجاة، تلعثُم وتلملم في الأخلاق وللحياة بقيَّة.

يَستمِر البَحث عن مَا يُذهِب ثقل العَقل ذو السَيطرة عَنيدة الأخلاَق، قَدحٍ نَبِيل خَالِي مِن الطُبُول، أتسَاءل بالأمر المُناسِب لها، قَدح ابيَض يَجمعُني بِها ام قَرحٌ أحمَر يُصيبني مِنها، لا أعلَم، الوعي غَائِب عَن السَعي لمَعرفة من بالجِوار وفِكرة مقتَرحة خلال لحظة تستَغِل ثغرة في اكتِظاظ، ما يُهمّني هو الفوز في مُنافسة تَمون او لا تَمون؟

لا أتذكَّر عِندما فَقدت تِلك العقليَّة، كانَت ليلَة داكِنة، سَماء مُلبَّدة بالغيوم القرِيبة من الأرض والنِيام على هَيئة سِنام بعد تخزين الدُهون المُشبَّعة من وجبة التفاؤل بالغد وتدفُّق بعض من الشُح العاطِفي في رقعة هادِئة الضوضاء عبثيَّة المَكان تترنَّح في منتصَف الطريق.

هل كَان بالحُسبان حِس البَشر السَاكِنة؟ أرى بَعضاً من البعوض رقيق المَظهر، خَلاَّب بين الحُضور، يَجُول ويَصُول بحثاً عن نقطة حمراء فيها فرصة من الخَطأ، يُمكن ان يُكتَشف من اوَّل دقِيقة والانقِضاض عليها بالمُباغتة، راودتني تِلك الفِكرة مرَّات عديدة ومُحاولة التقلِيد دون أجنِحة طائِرة بالانقِضاض على مَن يَكتسي الغَدر بين البَشر لكنَّ الأمر ليَس صَهوة جَواد فالقفز له أيضاً من العزلة عِند البَقر.

ترنُّح هُنا وهُناك للبَحث عن المَعاني الخارجَة عن نِطاق التَغطية والروح طاهِرة لا جِدال في ذلك، لا يَهُم الانسِلاخ من قَذارة الأسيَاخ على قدر ما يهم التوازن عند الاصطِفاف، انّها عَملية مُعقَّدة لأنَّ مِيزان القوَّة غير متزن بل رفع الأثقال لا يَعني إلاَّ ضغط مُتزايد على بَعض الأربِطة والزِيادة عَن الحَد تصِل بِنا الى السُقوط والانفِجار بعد ان انقلبت على الجَاذبيَّة والاندِماج المُزيَّف في حال يصعُب على الكاسِر.

رشفَة أخرى لمُحاولة اثبَات بعض النظريات لكنَّ عدَّاد الوقت توقَّف عِند رشقَة على سَبيل الفَجأة، قِطعة نقديَّة تُطالِب فِدية، بالجِهة المُقابلة برق يُحاول التَماسك مرَّات عديدة قُبيل لحظات بَسيطة من الاقتراب، بينَما تَعود فِكرة فقدان العَقليَّة ادراجُها وتحاول الهبوط على مُدرَّج مليء بالفراغ بسبب تَشققات الأرض اليَابِسة.

قَررت الرَحيل خوفاً من الخَسارة ومُتمسكاً بالالتِقاط الحُر، تصدُّر العَناوين الغريبة في اللُحف، فَحص ميكانزيم سَريع قبل البِدء بالتحرُّك، عُطل فنِّي يَظهر بالمُحرِّكات الموجودة في مَخزن داخِل الحَقل بين هضاب أيضاً غير متَمسِّكة بالأرض، تِلك التضاريس سبَّبت نَكهة ليس لهَا طعم، ليسَت حارقة وبَريقُها يزدَاد عِند مُحاولة الاخمَاد، غرِيب أمرُها وبِداية رؤية واضِحة بعد السراب وإراقة الوَفاء في ساحة أقرب الى ان تَكون سكراب يَجمع التُراب.

في طَريق العَودة رأيت بِأمّ عَيني كَيف يَلتم شَمل الجلِيد الذائِب والضَمير، كم هي غَريبة تلك التَركيبة؟ والخُروج عن النص بعد الفاجِعة استِقالة، عدَّاد السُرعة مُتوقف عن رصد الاعراض الجانِبية مِن مُعاتبة التنازل عن بَعض المَبادئ ولو لِلحظة، السماء تحمِل عِبء النُجوم فلمَاذا الكيد والبحث عن الثَراء، شِراء، او ربَّما للبعض من الغِراء؟ افتقد حتى الاختِيار وما انا في أمَسّ الحاجة لمَعرفته فضلاً لا أمراً يا عقلي الحبيب هو انّني أمُون او لا أمُون؟



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات أحمد البطران "بطرانيات"

تدوينات ذات صلة