بين الحين والآخر تستدعي حياتنا لعملية تنسيغ الروح لكي ننمو ونزهر من جديد
عملية التنسيغ هي طريقة تقليدية تستخدم في تدبير المحاصيل الزراعية وذلك لإنبات براعم جديدة من الجذور عند قطعها، كتب عنها المؤلف إدوار غالب وهو مهندس زراعي ومؤلف الموسوعة في علوم الطبيعة، وتعتمد عملية التنسيغ على (الاستثمار) في مساحة لعديد من أنواع النباتات والأشجار (لإنبات براعم جديدة)، وتسمى النباتات التي تطبق عليها هذه الطريقة (بالأجمة) حيث تقطع سيقانها الى مستوى سطح الأرض مما يحرض على (نموها).
لا أريد أن أعطيكم درساً في كيفية العناية بالنباتات ولست بمهندس زراعي، ولكنني أردت أن تصلكم الرسالة التي سوف أطرحها هنا بشكل أوضح وأعمق، سأحدثكم عن نفس العملية تماماً ولكنها للروح!
نعم، عملية تنسيغ الروح، نحن معشر البشر بالتعقيد الذي نرسمه عنا وبطبيعتنا وبكل الظروف، المواقف التي نتعرض بها، أنواع وأشكال من البشر نتعرف عليهم ونخالطهم، حروبنا النفسية مع ذواتنا، المراحل العمرية التي نمر بها، تمر علينا أياماً نصبح فيها كتلك (الأجمة) تماماً نحتاج أن يُستثمر فينا وأن يتم إنباتنا من جديد لننمو، تمر علينا منعطفات تستدعي عملية التنسيغ، لنزهر بشكل أفضل ويتم تحريضنا لنتنفس الحياة جيداً ونستشعر دفئ أشعة الشمس وهي تلامس جلودنا، نحتاج لعملية تنسيغ الروح بين الحين والآخر، وتتم عملية تنسيغ الروح لدينا بأن نسمح بإقتلاع أي طرف يؤثر سلباً علينا على سلامتنا العقلية والنفسية، أفكاراً تُعمي نظرتنا السليمة للحياة، أن نسمح بقطع كل التعاملات التي تثقل أكتافنا ولا تليق بنا، نسمح بكل سعة لعقولنا بالتجديد، أن نزيل نظرتنا التشاؤمية لأمورنا العالقة، نرحب بكل منطقة خارج حدود راحتنا التي بوسعها أن تكسبنا معرفة فريدة وتجربة ثمينة. يقال للشجرة التي نبتت بعد ما قطعت بأنها أَنْسَغَتِ، كذلك تماماً لنسمح للحياة أن تقول لنا بعد عملية تنسيغ الروح بأننا قد أًنْسَغَنا و ولدنا من جديد مزهرين.
يقول دوستويفسكي: "إن القيام بخطوة جديدة أو التلفظ بكلمة جديدة هو أكثر ما يخشاه الناس"، فلا تخشى قطع تلك الجذور التي لا تعول عليك بشئ لتسمح لروحك بالتجديد وتزهر.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات