في هذا المقال يا سيدي ويا سيدتي سلطنا الضوء فقط على أمر ما عليك بالنظر فيه ملياً وقراءته وانت تحتسي فنجان القهوة خاصتك بتجرد تام ...

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله... وبعد ،


يقول الله تبارك وتعالى " وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ " (116) – سورة الأنعام.

وهنا قد أخبرنا الله تبارك وتعالى عن حال أكثر أهل الأرض !!! يضلوك ... يبعدوك عن طريق الحق .


ولو تركت نفسك لنفسك " فإن وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ (53) – سورة يوسف."

وقال رب العالمين وَنَفۡسࣲ وَمَا سَوَّىٰهَا ۝٧ فَأَلۡهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقۡوَىٰهَا ۝٨ قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّىٰهَا ۝٩ وَقَدۡ خَابَ مَن دَسَّىٰهَا ۝١٠﴾ - سورة الشمس

تجدها يوم طائعة ،يوم على المعصية ، يوم تتفلت ، يوم تائبة ، يوم منزعجة ، يوم راضية ويوم ساخطة. هكذا النفس إلا أن يتوب الله عليها ويهديها صراطأ مستقيماً.


فما الحل يا ترى ؟!🤔


زاحم نفسك بنفسك !!!


المعنى دة هو مصداق قول الشافعي رحمه الله تعالى "إذا لم تشغل نفسك بالحق .. شغلتك بالباطل”


قال بعض الشعراء:

إذا كان رأس المال عمرك فاحترز .. عليه من الإنفاق في غير واجب


الفراغ أصل كل بلاء

فراغ نفسك من العمل ... فراغ نفسك من شيء !!!


يقول ابن القيم في كتابه "الجواب الكافي"109: "من الفراغ تأتي المفاسد، وتتوالى المعاصي على العبد في سلسلة مدمرة، تُضعِف الإيمان في القلب وتبعده عن مولاه، فمن فرغ من عمل جاد مثمر فلابد وأن يشتغل بما يضره ولا ينفعه.


ويقول المناوي في فيض القدير 6/375: "اعلم أنه من الفراغ تكون الصبوة، ومن أمضى يومه في غير حقٍّ قضاه أو فرض أدَّاه، أو مجد أثَّله، أو حمد حصَّله، أو خير أسَّسه أو علم اقتبسه؛ فقد عق يومه، لقد هاج الفراغ عليك شغلًا .. .. وأسباب البلاء من الفراغ".


ولهذا كان ابن مسعود رضي الله عنه يقول: "إني لأبغض الرجل أن أراه فارغًا، ليس في شيء من عمل الدنيا، ولا عمل الآخرة" [حلية الأولياء:1/130].


يقول ابن القيم رحمه الله: "فهي النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، وهو القلب إن لم تسكنه محبة الله عز وجل سكنه محبة المخلوقين ولابد، وهو اللسان إن لم تشغله بالذكر شغلك باللغو وما هو عليك ولابد، فاختر لنفسك إحدى الخطتين، وأنزلها في إحدى المنزلتين" [الوابل الصيب1/111].


ويؤكد شيخ الإسلام ابنُ تيمية رحمه الله على هذا المعنى في كتابه "اقتضاء الصراط المستقيم:1/484" فيقول:

(العبد إذا أخذ من غير الأعمال المشروعة بعض حاجته، قلت رغبته في المشروع وانتفاعه به بقدر ما اعتاض من غيره، بخلاف من صرف نهمته وهمته إلى المشروع فإنه تعظم محبته له، ومنفعته به، ويتم دينه، ويكمل إسلامه.

ولذا تجد من أكثر من سماع القصائد لطلب صلاح قلبه تنقُص رغبته في سماع القرآن، حتى ربما كرهه.

ومن أكثر من السفر إلى زيارات المشاهد ونحوها لا يبقى لحج البيت الحرام في قلبه من المحبة والتعظيم ما يكون في قلب من وسعته السنة.

ومن أدمن على أخذ الحكمة والأدب من كلام حكماء فارس والروم لا تبقى لحكمة الإسلام وآدابه في قلبه ذاك الموقع.

ومن أدمن قصص الملوك وسيرهم لا يبقى لقصص الأنبياء وسيرهم في قلبه ذاك الاهتمام. ونظير هذا كثير... ولهذا عظمت الشريعة النكير على من أحدث البدع، وكرهتها، لأن البدع لو خرج الرجل منها كفافاً لا عليه ولا له لكان الأمر خفيفاً، بل لابد أن يوجب له فساد منه نقص منفعة الشريعة في حقه، إذ القلب لا يتسع للعوض والمعوض عنه)اهـ.

وتعليقا على كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى هو ما نراه الآن من الانشغال بوسائل التواصل الاجتماعي وضياع الأوقات في الأحاديث الغير مفيدة والتي لا تنفع الناس فضلا عن أن تنفع صاحبها اللهم إلا أن يذكر الله تبارك وتعالى ... وقليل ما هم .


وخلاصة الكلام ما قاله سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه: "إن الله خلق الأيدي لتعمل فإذا لم تجد في الطاعة عملا التمست في المعصية أعمالا.. فاشغلها بالطاعة قبل أن تشغلك في المعصية".


أقرأ وتدبر تلك الآيتين مع عودة قريبة لنا لنستكمل حديثنا ...


"وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ۝ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى" [النازعات:40-41]


" إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ (114)" سورة هود



في هذا المقال يا سيدي ويا سيدتي سلطنا الضوء فقط على أمر ما عليك بالنظر فيه ملياً وقراءته وانت تحتسي فنجان القهوة خاصتك بتجرد تام حتى تأخذ منه ما أردتك أن تنتفع به حتى نلتقي في مقال ثاني بقية لهذا المقال . والله من وراء القصد...


وفي الختام نصلي على النبي العدنان ونذكر الغاية إن الله أبتعثنا لنخرج من يشاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة .

المراجع :

1- كتاب الوابل الصيب من الكلم الطيب – ابن القيم

2- اسلام ويب : www.islamweb.net




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

جزاكم الله خيرا على مروركم الكريم

بارك الله فيك استفدت من المقال

إقرأ المزيد من تدوينات أخصائي نفسي إجتماعي

تدوينات ذات صلة