من أرضي الله رضي عنه ورضّى الناس عنه ومن أسخط الله ليرضي الناس سخط عنه واسخط عنه الناس

إنَّ الإنسانَ مهما بلغَ من عمرٍ أو ذكاءٍ وحنكة أومكانةٍ إجتماعيةٍ أو حسن كلامٍ وخطابٍ أو حسن خلقٍ أو وسامةٍ أو دراسة علمية بشكل عام أو علم النفس أو السلوك أو الاجتماع بشكل خاص فلن يستطيع إرضاء الناس جميعاً فقد يرضي بعضهم إلا أنه لن يفلح مع الكثيرين فإرضائهم غاية لا تدرك كما قيل .


لذلك ينبغي أن يكون هدف الإنسان في حياته هو إرضاء رب الناس لا الناس أنفسهم فإنه إن أرضى ربه أحبه وإن أحبه كان سمه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ورجله التي يمشي بها ويده التي يبطش بها كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ومعنى ذلك والله أعلم أي يوفقه لألا ينظر ولايسمع ولا يمشي ولا يستعمل يده إلا في ما يرضي الله من وجوه الخير ولا يتأتى ذلك إلا بالاتزام بالفرائض وأدائها بحقيقتها أي الصلاة بخشوع والصيام بتقوى وقراءة القرآن بتدبر وإدائها وفق ما شرع الله وعلى هدي النبي صلى الله عليه وسلم وبعد ذالك يجتهد بالنوافل حتى يحبه الله الذي قال في الحديث كتب له القبول في الأرض قال النبي صلى الله عليه وسلم: {إنَّ اللَّهَ إذا أحَبَّ عَبْدًا دَعا جِبْرِيلَ فقالَ: إنِّي أُحِبُّ فُلانًا فأحِبَّهُ، قالَ: فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنادِي في السَّماءِ فيَقولُ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلانًا فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّماءِ، قالَ ثُمَّ يُوضَعُ له القَبُولُ في الأرْضِ، وإذا أبْغَضَ عَبْدًا دَعا جِبْرِيلَ فيَقولُ: إنِّي أُبْغِضُ فُلانًا فأبْغِضْهُ، قالَ فيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنادِي في أهْلِ السَّماءِ إنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ فُلانًا فأبْغِضُوهُ، قالَ: فيُبْغِضُونَهُ، ثُمَّ تُوضَعُ له البَغْضاءُ في الأرْضِ}


وبالتالي سيحبه ويقبل كلامه الكثير من الناس لانه أراد وكان همه الآخرة ورضى ربه فوفقه الله لنيل رضاه و الآخره ورضا كثير من الناس ونيل الدنيا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: { مَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ} .


وقوله: { وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ }، وفي الرواية الثانية {إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ } ، معناها: أن الحرص المذموم على الدنيا لا يزيد صاحبه نفعا؛ لأن رزقه قد قدر وكتب، فلا يأتيه إلا هذا المقدار المكتوب له ، مهما أتعب نفسه من أجل الدنيا ، فعلى الإنسان العاقل أن يكتفي بطلب الدنيا بطريق مشروع من غير حرص زائد......


وصدق القائل :


وليتك تحلوا والحياة مريرة

وليتك تحلو والأنام غضاب

وَلَيتَ الَّذي بَيني وَبَينَكَ عامِرٌ

وَبَيني وَبَينَ العالَمينَ خَرابُ

إِذا نِلتُ مِنكَ الوُدَّ فَالكُلُّ هَيِّنٌ

وَكُلُّ الَّذي فَوقَ التُرابِ تراب طه


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات محمد عبد السلام إبداح

تدوينات ذات صلة