المسلم ليس لديه وقت فراغ قال تعالى :فإذا فرغت فإنصب أي فإذا فرغت من عمل الدنيا فإبدا بعمل الآخرة

من أكثر الأعذار المنتشرة في الوقت الحالي عذر معيش وقت ،فش وقت ،الوقت ضيق، بس يدفى الجو ، بس يبرد الجو قال تعالى :{ قُلۡ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرࣰّاۚ لَّوۡ كَانُوا۟ یَفۡقَهُونَ } التَّوۡبَةِ: ٨١. وغيرها من الأعذار التي كثيرا ما كنت أسمعها منذ صغري إلى الآن ولا زلت أسمعها ولم اقتنع بها فعندما جائت جائحت كورونا على سبيل المثال لم يكن بوسعنا زيارة بعضنا البعض فترة طويلة من الزمن ولا قضاء حوائجنا بسهولة فظهر حينئذن ضعف العذر فبعدما كانو يستطيعون زيارة بعضهم البعض وعيادة المريض واتباع الجنائز وحضور المناسبات الاجتماعية وتلبية الدعوى بسهولة مافعلوا ذلك فإبتلوا بذلك ليعودوا إلى جادة الصواب ولكن للأسف لم يكن ذلك من أكثر الناس فعندما عادة الأمور إلى سابق عهدها عاد أكثرهم إلى ماكانوا عليه فضيق الوقت ليس عذرا فالكثير من الناس كثيرو المشاغل فحتى إذا كان الوقت قليلًا فلا يمنع المرء أن يرفع السماعة إن عجز عن زيارتهم ويتصل ليسأل عن أهله او ورحمه أواقاربه أو جيرانه ...

ففي السابق لم هناك سيارت وكانت الطرق صعبه والمواصلات كذلك ولم يكن هناك سيارات أجرة كما هو الحال اليوم فبكسة زر على الهاتف المحول تدفع فواتيرك وتبعث الحوالات و تأتيك سيارة إلى باب المنزل لتوصلك إلى وجهتك أو لتوصل الحاجيات لك وللآخرين ، ولم يكن هناك آلات كهربائة تسهل أمور الحياة اليومية كما هو الحال اليوم ومع هذا فقد كانوا عندما يمرض احد ويدخل المشفى تجب أكثر من خمسة عشر شخصا عنده كما سمعت ذلك مرة من أحد الكبار في السن

رغم عدم إمتلاك أكثرهم لسيارات ومشاغلهم ولم يكن يومهم اكبر من يومنا فاليوم ٢٤ ساعة عند جميع الناس فالبعض يفضل الذهاب إلى المطعاعم والمقاهي أو تصفح الانترنت أو التلفاز ومشهدة الافلام والمسلسلات والرياضة وغيرها على رفع السماعة والاتصال بأحد الاقارب أو زيارته فعندما يصل المرء رحمه وأقاربه يباك له في عمره ووقته ورزقة إن كان ممن يصلون الصلاة على وقتها ويستغلون البكور التي دعا النبي صلى الله عليه وسلم ربه أن يبارك لنا فيها ويصلون الرحم ويبتعدون عن ما الحرام والشبهة ويبرون والديهم ولا يضيٌعون أوقاتهم بلا فائدة وإنّما يشغلونه بما يفيىىىد ، كقراءة القرآن ولو صفحة أو صفحتين في اليوم وكذلك حفظه ولو خمس آيات في اليوم واستماعه ايضا وسمعت مرة أن احد الناس وكان تاجرا كان يحفظ القرآن عن طريق السماع وهو يبيع ..

ويمكن للمرء التثقف بالقراءة ولو صفحة واحدة فقط في اليوم فعندما تصبح عادة بلا شك أنه بعد فترة سيزداد عدد الصفحات الى خمس او عشر صفحات وربما أكثر ولا بأس بالكتب السمعية .....

والعبرة ليست في كثرة المال ولا الولد ولا في طول العمر ولكن العبرة في أن يبارك الله للعبد في ماله فينفقه على أهله وولديه ورحمه وأقاربه وجيرانه والفقراء والمساكين وغيرهم وليس الرزق فقط مالًا فالولد الصالح رزق والثياب والنعال رزق والمطر رزق والصحة رزق والهواء الذي يتنفسه رزق والهداية رزق وغير ذلك وفي عمره فيوفقه إلى فعل الصالحات والصدقات الجارية و ويفقه للزواج بزوجة صالحة تعينه على تربية صالحة لأولاده ليدعوا له بعد موته وليست العبرة في كثرة الأولاد ولكن العبرة أن يكونوا صالحين يبرونه في حياته وبعد مماته ويدعون له......

لذلك ينبغي إستغلال الوقت وإستثماره في مايفيد في الدنيا والآخرة مهما كان الوقت قليلا وعدم قول" فش وقت".........


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات محمد عبد السلام إبداح

تدوينات ذات صلة