الإنسان لا يقدر على فعل شيء إلا بمعونة من الله تعالى فهو يستطيع أن يشكر الله إلا بمعونة من الله وإن يأكل ولا غير ذلك إلا بحول الله وقوته ومعونته....

أرسل لي أحد معارفي تسجيلًا صوتيًا وقال لي أن أرد عليها فرددت عليها فكان هذا ردي:-


السلام عليكم ورحمه الله وبركاته عمي مرحبا بك:-


أولا:- أنت بدأت كلامك بأحبكم في الله فأقول لك أن من أحب إمرءً في الله فنرجو أن يكون معه في الجنة، سأل أعرابي النبي صلى الله عليه وسلم وهو خارج من المسجد: متى الساعة ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:{ماذا أعددت لها}فقال الاعرابي :ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صيام ولا صدقة ولكني أحب الله ورسوله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :{أنت مع من احببت} رواه البخاري ، وفي رواية قال راوي الحديث أنس بن مالك رضي الله عنه:( فَقُلْنَا :ونَحْنُ كَذلكَ؟ أي : ونحن نحب الله ورسوله قالَ النبي صلى الله عليه وسلم : {نعم} أي: وأنتم كذلك (مع من احببتم) ففرحنا يَومَئذٍ فَرَحًا شَدِيدًا)، فَمَرَّ غُلَامٌ لِلْمُغِيرَةِ -وكانَ مِن -أقْرَانِي- أي "مقارب له في العمر " فَقالَ عليه الصلاة السلام : { إنْ أُخِّرَ هذا، فَلَنْ يُدْرِكَهُ الهَرَمُ حتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ}.....


فنسأل الله أن نكون من أهل الفردوس الاعلى ون تكون معنا............


ثانيا:- صحيح فإنا لا نعلم أين الخير إلا الله وحده الذي يعلم أين الخير قال تعالى : ﴿والله يعلم وأنتم لا تعلمون ﴾ وقال أيضًا : ﴿قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَ الأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّه ﴾ لذلك علينا مشاورة من نثق بهم وبرأيهم قَالَ النَّوَوِيُّ رحمه الله :

( يُسْتَحَبُّ أَنْ يَسْتَشِيرَ قَبْلَ الاسْتِخَارَةِ مَنْ يَعْلَمُ مِنْ حَالِهِ النَّصِيحَةَ وَالشَّفَقَةَ وَالْخِبْرَةَ , وَيَثِقُ بِدِينِهِ وَمَعْرِفَتِهِ) . قَالَ تَعَالَى : (وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) وقال أيضًا { ........وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَیۡرࣱ وَأَبۡقَىٰ لِلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ یَتَوَكَّلُونَ (٣٦) وَٱلَّذِینَ یَجۡتَنِبُونَ كَبَـٰۤىِٕرَ ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡفَوَ ٰ⁠حِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا۟ هُمۡ یَغۡفِرُونَ (٣٧) وَٱلَّذِینَ ٱسۡتَجَابُوا۟ لِرَبِّهِمۡ وَأَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَمۡرُهُمۡ شُورَىٰ بَیۡنَهُمۡ وَمِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ یُنفِقُونَ (٣٨) } الشُّورَىٰ: ٣٦-٣٨.......


ثم نصلي صلاة الاستخارة واللتي كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمها أصحابه في الأمور كلها كما يعلمهم السورة من القرآن.


حِكْمَةُ مَشْرُوعِيَّةِ الاسْتِخَارَةِ:-


و هِيَ التَّسْلِيمُ لأَمْرِ اللَّهِ , وَالْخُرُوجُ مِنْ الْحَوْلِ وَالطَّوْلِ ,وَالالْتِجَاءُ إلَيْهِ سُبْحَانَهُ . لِلْجَمْعِ بَيْنَ خَيْرَيْ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ . وَيَحْتَاجُ فِي هَذَا إلَى قَرْعِ بَابِ الْمَلِكِ (سبحانه وتعالى) , وَلا شَيْءَ أَنْجَعُ لِذَلِكَ مِنْ الصَّلاةِ وَالدُّعَاءِ ; لِمَا فِيهَا مِنْ تَعْظِيمِ اللَّهِ , وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ , وَالافْتِقَارِ إلَيْهِ قَالا وَحَالا ، ثم بعد الاستخارة يقوم إلى ما ينشرح له صدره . "موقع الاسلام سؤال وجواب للشيخ محمد صالح المنجد"....


ملاحظة:" صلاة الاستخارة تصلى مرة واحدة فقط "



هو إنما يتوسل بها ، كما يتوسل الناس ، في عاداتهم ، وأمور حياتهم ، ثم لا يتعلق قلبه بالسبب ، بل بالخالق جل جلاله ، مالك الملك ، ومدبر الأمر كله .


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:( الِالْتِفَاتَ إلَى السَّبَبِ : هُوَ اعْتِمَادُ الْقَلْبِ عَلَيْهِ وَرَجَاؤُهُ وَالِاسْتِنَادُ إلَيْهِ ، وَلَيْسَ فِي الْمَخْلُوقَاتِ مَا يَسْتَحِقُّ هَذَا ، لِأَنَّهُ لَيْسَ مُسْتَقِلًّا ، وَلَا بُدَّ لَهُ مِنْ شُرَكَاءَ وَأَضْدَادٍ ، وَمَعَ هَذَا كُلِّهِ : فَإِنْ لَمْ يُسَخِّرْهُ مُسَبِّبُ الْأَسْبَابِ ، لَمْ يُسَخَّرْ

وأما ضابط الأخذ بالسبب في ذلك ، فهو في كل شيء بحسبه ، فالاحتياط للمرض الخفيف ـ مثلا ـ ليس كالاحتياط للمرض الشديد ، والاحتياط في المحافظة على الشيء الغالي القيمة ، الثمين ، ليس كالاحتياط في المحافظة على الشيء الزهيد القيمة ، وهكذا .

والأخذ بالسبب في طلب الرزق ، يختلف عن السبب لدفع المرض ، والأخذ بالسبب للطعام والشراب ، ليس هو كالأخذ بالسبب في حصول الولد ، وصلاحه وتربيته ، وهكذا فسبب كل شيء : هو بحسبه ، ثم الضابط في تمييز حال المفرط المضيع ، من حال الكيِّس الحريص : يختلف من أمر لأمر ، ومن حال لحال ، ومثل ذلك يعرفه الناس من أنفسهم ، ومن معتاد أحوالهم)" موقع الاسلام سؤال وجواب للشيخ محمد صالح المنجد".....


لماذا نحن نأخذ بالاسباب؟؟


الجواب :- لأنها أمر مأمور به شرعا وعقلًا وأمر يفعله العاقل فالاخذ بالاسباب لا يتعارض مع العقل فمثلا ليس من المنطق أن يطلب الإنسان الولد دون زواج ولا أن يتفوق في دراسته بغير دراسة .......


إذا فلا ينبغي الاعتماد على الأسباب وبنفس الوقت نأخذ بها ثم نتوكل على الله كأنها لا شيء و الله عز وجل يرى ما لا نرى ويعلم ما لا نعلم قال تعالى:{والله يعلم وأنتم لا تعلمون}فنحن نرى ظواهر الأمور والله تعالى يرى ويدرك ظواهر الأمور وبواطنها لذلك ينبغي عدم النظر إلى الأمور من الظاهر من عالم الشهادة الضيق وإنما من عالم الغيب الواسع الذي لا يعلمه إلا الله وذالك بالتسليم إلى الله والتوكل عليه وتفويض الأمر كله إليه فهو على كل شيء قدير وقادر على إعطاء الشيء بلا أسباب كما وهب زكريا عليه السلام يحيى عليه السلام......


بعد عمل ما علينا ومانقدر عليه من الأسباب دون أن نعلق بها قلبنا بها والا صرنا لها عبيدا وإنما نتوكل ونعلق قلبنا بالله فهو الذي يقول للشيء كن فيكون فالله سبحانه وتعالى هو الذي يرزق الإنسان الزوجة والولد وغير ذلك وليس الأسباب ......

قال النبي صلى الله عليه وسلم (لو أنكم تتوكلون على الله حق التوكل لزقتم كما برزق الطير.......الحديث.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات محمد عبد السلام إبداح

تدوينات ذات صلة