كلمة "هاشتاق # " تعبر عما هو ترند على مواقع التواصل الإجتماعي أو الأنترنت بصفة عامة. و كل ما يندرج مع "الهاشتاق" و يصبح "ترند" يجب أن يُتّبع.
هاشتاق_جيم : يجب على الكل أن يمارس الرياضة.أو بالأحرى، يجب أن يأخذ صورة بعد أن أقام بتمرين البلاتيس لدقيقتين فقط.
هاشتاق_هالثي : يجب على الكل أن يأكل أكلا صحيا حتى و إن كانت معدته لا تتحمل ذلك،و يجب أن يأخذ صورة لطبقه الذي لم يقضم منه ملعقة.
هاشتاق_كات_لوفر : يجب على الكل أن يربي قطة في منزله حتى و إن كانت لديه حساسية منها،و حتى إن كان يحب الكلاب و ليس القطط..سوف يربي قطة!
هاشتاق_إيجابية: يجب على الكل أن يبدو سعيدا و متفائلا،و هو مرغم على إظهار ابتسامته العريضة حتى و إن كان يومه مثل الكابوس.
هاشتاق_نتفلكس: يجب على الكل أن يشاهد و لو سلسلة واحدة من نتفلكس حتى و إن لم يشاهد سلسلة واحدة في حياته من قبل.
هاشتاق_انجليزية : يجب على الكل أن يتحدث الإنجليزية و يظهر كأنه يعيش في أمريكا حتى و إن كان يحب العيش في الصين.
هاشتاق_اطبخ : يجب على الكل أن يُظهر أنه طباخ ماهر حتى و إن كان يكره مجرد الدخول للمطبخ.
اتباع هذه الهاشتقات و غيرها ليس عيب.نعم ليس أيدا عيب!إن كنا حقا نحب هذه الأشياء و نستمتع بها.العيب هو إرغام أنفسنا على فعل أشياء نكرهها أو لا نهتم بها فقط لنتبع "الترند".
لا تذهب لممارسة الرياضة لأنه (على ما يبدو) الكل يمارس الرياضة.لا تأكل أكلا صحيا لأنه (على ما يبدو)الكل يأكل أكلا صحيا.لا تتحدث الإنجليزية لأنه (على ما يبدو) الكل يتحدث الإنجليزية.افعل ما تحب،و ما يثير شغفك.
بعض المشاهير يعيشون حقا الحياة التي يُظهرونها على مواقع التواصل الإجتماعي (حتى و إن كانوا يظهروا منها ما يريدونه فقط) .و البعض الآخر لا،يحاولون هم أيضا اتباع "الترند" ليكونوا في "الترند" لذا من الضروري التفريق ما بين "الإستلهام " من المشاهير" و "محاولة تقليدهم".لكل فرد حياة مختلفة،و عندما تختلف الحياة يختلف أسلوب عيشها.لكل منا أسلوبه و طريقته.محاولة تقليد أسلوب شخص حياته تختلف عن حياتك يشبه محاولة أن تصبح طبيبا و أنت في الأصل مهندسا.
مع الإنفتاح الذي نعيشه اليوم بفضل وجود الانترنت أصبح من السهل جدا التأثر بالآخرين و طريقة عيشهم،مما يدفعنا لمقارنة أنفسنا بهم و بما يمتلكونه لدرجة أننا ننسى أن ما يظهر هو الجانب الإيجابي فقط و لو اطلعنا على الجانب السلبي ربما سنغير رأينا. الحل الوحيد لعدم التأثر بهم هو أن لا تجعل ذلك العالم عالمك،اخلق عالمك الخاص،بأسلوبك أنت ،بمعاييرك،و حتى بهاشتاقاتك.إن كنت تضع كل يوم هاشتاق في حياتك الواقعية ستكون حتما دائما في الترند،حتى أنك لن تحتاج للمتابعين أو المعجبين.
أحيانا،أفكر كيف لو استمرت حياتنا من دون وجود الانترنت،كيف سنكون؟ ماذا سنفعل؟ هل ستكون الحياة أكثر بساطة و أقل تعقيدا أم العكس؟ هل سنعيش في عالم تملأه الإيحابية الحقيقية أو سيكون حالنا أسوء؟ لكن ما يخيفني أكثر ،هو ما سيحدث بعد عشر سنوات من الآن؟ ،سيكون العالم أكثر تطورا،لكن نحن؟ هل ستتحكم فينا الآلات أم سنكون نحن الآلات بحد ذاتها؟ السؤال يبقى مطروحا و الجواب عند الأجيال القادمة..إلى ذلك الحين ليكن الهاشتاق القادم هو هاشتاق_وعي.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات