كيف تؤثر مواقع التواصل الإجتماعي على معايير ومبادئ الشباب؟ ولماذا؟!
وكما أن لكلّ شيءٍ إيجابياته وسلبياته، فلمواقع التواصل الاجتماعي كذلك سلبياتٌ وإيجابيات. ومن أهم ما أراه من سلبيات هذه المواقع هو تغيير المعايير لدى الشباب واختلال في المبادئ، فكيفَ تؤثر مواقع التواصل الاجتماعي على معايير الشباب؟ ولماذا ؟
إن وسائل التواصل الاجتماعي هي تكنولوجيا حديثة، كانت مهمتها الأولى هي تقريب البعيد وجعل التواصل فيما بين الناس أكثر سهولة، كما وأنها تجعل نقل الصور والفيديوهات سهلاً غيرَ صعب، فَيُنقلُ الحدث صوتياً ومرئياً وكتابياً.
ولكن سرعان ما بدأت هذه المواقع تشكّلُ خطراً كبيراً على شباب اليوم، فأصبحت تغيّرُ معايير الفتيانِ والفتيات، وتزعزعُ مبادئهم وعقيدتهم ودينهم.
كيف؟
تنشرُ تلكَ " الانفلونسر " حياتها التي من المفترض أن تكون حياتها اليومية، فتضع صور هدايا زوجها المستمرة التي لا تنقطع، وتدرجُ صوراً لمنزلها الذي أشبهُ ما يكون قصراً، ثم تخبر الفتيات عن غرفة مساحيق التجميل التي يصعبُ ترتيبها بسبب كثرةِ تلكَ المساحيق فيها!
ترى الفتاة هذه الصور كافّة عند أكثر من مشهورة، فتظنّ أن الحياةَ الطبيعيةَ يجبُ أن تكون بهذه الصورةِ المبتذلة! فلا تكتفي ببعض المساحيق بل تطلبُ المزيد دون الحاجة لها كلّها. ثم ترى أن أي مشكلةِ زوجيّة قد تحدث تعني أن الحياة أصبحت سوداء وتبدأ بمقارنة حياتها مع الحياةِ المعروضة من المشاهير فترى حياتها سوداءَ داكنة بمقابلِ الصور التي تراها عندهم! فهم ينشرون الجانب الورديَّ فقط، ولا تستوعبُ تلك الفتاة أن حياتهم أكثرُ سوداويةً منها ولكن الجزء المظلم مخبّأ.
ثم يرى ذلكَ الشاب تلكَ المشهورةَ متزينةً بالفلاتر التي لا تستغني عنها حتى يظنَّ أن هذا الجمال المعتاد! فيرتفعُ سقف طموحاته ويرى أن كلّ من هنّ أقلّ من هذا المستوى لسنَ بجميلات! كما وأنهُ إذا ما رأى ذلكَ المشهور يمتلكُ سيارةً حديثةً من نوعها سارعَ لشرائها مع سوءِ أحوالهِ المادية وعدمِ حاجته إلى تلكَ السيارة ولكن فقط " ليواكب الموضة ".
ثم تسعى تلكَ الفتاة لتتشبّه بهذه المشهورةِ كذلك، لتكونَ بمستوى جمالها الخادع، فتحاول مراراً وتكراراً ثم ما تلبثُ أن تفقدَ ثقتها بنفسها، فلا ترى نفسها جميلةً بعد ذلك.
كما وأنها تستمرُّ بمتابعةٍ ثلّةٍ من النساءِ اللواتي يدّعينَ أنّ همّهن هو حقوقهنَّ فقط، حتى تبدأُ إحداهنَّ بالصراخِ بأن الإسلامَ ظلمَ المرأة، وأنهُ يجعلُ منها شيئاً، ثمَّ تتفصل بشكلٍ أعمق لتقول بأن الحجابَ يخنقُ الفتيات، ويجبرهنَّ على ما لا يُردْن. ثم تبدأُ أخرى بإعلانِ الحربِ على الذكور.
فتأتي هذه الفتاةُ المسكينة، لتأخذَ أفكارهنّ الرجعيّة والمدمّرةَ على أنها أفكارٌ صحيحةٌ سليمة لا يمكن ردّها!
رويداً رويداً تتغير مبادئ ومعايير تلكَ الشابة المتابعة وذلك الشاب بسبب متابعتهم لبعض مشاهير هذه المواقع، الذين يعرضونَ حياةً كاذبةً للناس.
لماذا؟
لماذا يتأثرُ هؤلاء الفتية من هذه المواقع بهذه البساطة؟
إنَّ الأمرَ ليس بسيطاً كما يُنظرُ إليه، فإنّ القطرة التي تسقطُ على الحجرةٍ لا تؤثر فيها من أولِ مرة، بل هو فعلُ التكرار المستمر.
فكذلك تؤثر هذه الصور والنماذج المتكررة على عقول الشباب الآن.
كما وأن الهشاشة الفكرية لها أثر كبير وواضح في زعزعة هذه المعايير، التي لم تُبنى بشكلٍ متينٍ وقويّ. وغيابُ دور الوالدين لهُ أثر عميق في ذلكَ أيضاً.
وبهذا، فالآن تكمن وتظهر المسؤولية الكبيرة على الوالدين في التربية، لينشأ جيل ذو مبادئ وقيم لا تتزعزع ولا تهتز بموجودِ هذه النماذج التي تنشرُ صوراً عن حياتهم الوهميةٍ. لينشأ جيل إذا ما واجهوا أشخاصاً ذوي أفكارٍ خاطئة صححوا هذه الأفكار ولم ينتموا إليها. هنا يكمن دورُ الوالد الذي يحتوي أبناءه، والوالدة التي تربّي بشكلٍ متينٍ وسليم.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
رااااائع جدا